واصلت بلجيكا أمس حملتها الأمنية لتفكيك الشبكة الإرهابية المتشعبة التي نفذت اعتداءات بروكسل الأسبوع الماضي، والتي أدت إلى سقوط 31 قتيلا و300 مصاب. وأعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية أن أحد المشتبه بهم الذي اعتقلته السلطات الخميس الماضي ويدعى" فيصل. س" قد يكون الرجل الثالث في الهجوم الذي استهدف مطار بروكسل، ووجهت إليه تهمة "ارتكاب عمل إرهابي بهدف القتل". وقالت النيابة في بيان إن مشتبها به آخر هو "رباح. ن"، الذي اعتقل في إطار تحقيق آخر حول مخطط اعتداء أحبط الأسبوع الماضي في فرنسا وجهت إليه تهمة "المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية"، مشيرة إلى أنه تم توجيه تهمة المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية إلى رجل ثالث اعتقل في بروكسل يدعى "أبو بكر. أ"، لكن لا صلة مباشرة له بالاعتداءات. وفيما تتعرض السلطات البلجيكية لانتقادات شديدة لأنها أجازت نفاد عدد من الناشطين من مراقبتها، قالت مصادر إن المحققين البلجيكيين يعتمدون كثيرا على المشتبه الرئيسي صلاح عبدالسلام الذي تم اعتقاله في 19 مارس الجاري على خلفية تورطه في هجمات باريس نوفمبر الماضي، لكشف تفاصيل الشبكات الإرهابية، مشيرة إلى أن التزام عبدالسلام الصمت سيعقد من مهمة المحققين، بينما أفادت النيابة البلجيكية بأن عبدالسلام "استخدم حقه في لزوم الصمت" غداة توقيفه، ثم "رفض الإدلاء بأي تصريح" بعد اعتداءات بروكسل. من ناحية ثانية، أشارت مصادر إلى أن عودة الحياة إلى طبيعتها في بروكسل بعد الحادث الإرهابي تبدو صعبة، لا سيما في ظل إغلاق المطار حتى يوم غد، ما ينسف مشاريع العطلات الرسمية لكثير من البلجيكيين فيما ما زالت حركة المترو الذي تعرض لتفجير انتحاري بطيئة. وأضافت المصادر أن شرطة بروكسل فجرت صباح أمس، حقيبة ظهرت متروكة في حي لاباسكول بوسط بروكسل الذي طوقته القوى الأمنية، وذلك في إطار الاحترازات الأمنية المشددة. إلى ذلك، واصلت أعداد كبيرة من البلجيكيين الذين هزتهم الهجمات الأعنف في بلادهم منذ 1945، أمس، التجمع في ساحة البورصة في قلب العاصمة، تعبيرا عن إرادة الصمود أمام الإرهاب. وامتلأت الساحة بالشموع ورسائل التكريم لضحايا الاعتداءات. في الأثناء، استمرت أمس الجهود للتعرف إلى هويات الضحايا الذين يحملون عددا من الجنسيات بينهم أميركيان وصيني وهولنديان وبيروفية وفرنسي.