كان آخر ما قرأت لأقوى نداء، هو ما كتبه الدكتور مصطفى محمود، والذي أرسله إلى المسلمين والعرب وإلى الأمة كافة في كتابه "إسرائيل البداية والنهاية"، إذ عرَّى فيه كل خطط وجرائم وأساليب دولة الاحتلال، والذي دعا فيه إلى كشف ما تدعو وتسوق له إسرائيل ودول الغرب "أسطوانة السلام المزعومة". نحن اليوم في حاجة إلى تجديد النداء وإعادة فضح وبيان كل المخططات والجرائم التي فعلت، والتي تنوي هذه الدولة المحتلة فعلها، أو التخطيط لها، وهنا لا يهمنا تاريخها المشوه، بقدر ما يهمنا أن نعي وندرك خطر وجودها المستقر والمتمدد إلى اليوم، وانتهاكاتها المستمرة، سيما في أرض الديانات والأنبياء فلسطين. يهمنا أن يتحطم هذا الوجود، وأن يستأصل هذا المرض والورم الخبيث من بيننا، "إننا نلعب على أرضنا والمستقبل مستقبلنا مهما طال الصراع، أما مصير الدخلاء الغاصبين فهو الرحيل إلى بلادهم طال الزمان أو قصر". الخوف لا يصنع أحدا، والهالة الإعلامية الإسرائيلية "أوهن وأضعف من الحالة التي تصنعها لنفسها"، وأحقر من التي تُصنع لها أيضا، فلا بد ألا ننسى القضية، وأن نعلمها أجيالنا الجديدة، وأن ندعو وندعم، وأن نعمل على الوحدة والتكاتف الإسلامي والعربي لرفع الظلم وحماية الأقصى، ولرد المظالم وإنقاذ الأنفس التي تزهق في كل مرة، وسط صمت دولي، "قد تنازل العرب عن الكثير ولم يبق إلا أن يتنازلوا عن هويتهم ومواقع أقدامهم"، نريد أن ننشر السلام في أراضينا، وأن نشيعه للعالم أجمع.