قال العالم الغني عن التعريف إسحاق نيوتن: "لقد رأيت أبعد من غيري لأنني أقف على أكتاف العمالقة من العلماء الذي سبقوني". لم "يجلس على أكتافهم"، ولم يقل "استرخيت عليها"، أرى اليوم من يصف العبارة الثانية ويتبرأ منهم نيوتن. يُقال: "إن الفشل الحقيقي هو أن تكف عن المحاولة"، ولكنه مخطئ من قال ذلك، فالفشل الحقيقي هو الجلوس على أكتاف الآخرين، ففشل الأخلاق فشل لا يضاهيه فشل، وسقوط لا يضاهيه سقوط، فالنجاح أرفع وأسمى، وأبعد وأرقى، فلا نجاح دون عزيمة وإرادة وصبر. فكيف بلذة النجاح من عرق الغير وكيف وكيف. الفاشل الأخلاقي هو الناجح في سرقة الكتابات والبحوث. هو الكاذب في الإشراف والمتابعة. هو الفائز بعد التغيير في نتائج بحثه، هو الأول "بالواسطة"، هو الناجح في كل فعل غير محمود، وبصورة أوضح هو الفاشل المغلف بشريط النجاح! أصدق ما أقول، إنه ليس كل ناجح نجح، وليس كل فاشل فشِل، فأن تفشل في محمود خير من أن تنجح في مبغوض. إن الوقوف على أكتاف العمالقة نجاح، والجلوس على أكتافهم نجاحٌ من نوع آخر، وما بين هذا وذاك "شتان". أعرف شخصين: أحدهما يقف على أكتاف العمالقة، والآخر يجلس عليها، رأيت عقل أحدهم يطل من قمة الجبل على عقل الآخر في الحفرة، وكلاهما على القمة!.