ظاهرة الفتيات المسترجلات أو ما يطلق عليهن " بويات " ليست تلك التي تستخدم لدهان البيوت بل اللاتي يصبغن مشاعرهن بألوان ذكورية، ويبحثن بين زميلاتهن في المدرسة أو العمل عن ضحايا لميولهن الشاذة. الظاهرة كما نقلت عشرات المواقع ومنها موقع التوافق الإخباري http:// www.altwafoq.net/index.php/article/191172/ بدأت تستشري في المجتمعات العربية، والدكتورة رنا صيرفي الاستشارية الاجتماعية في مركز " كن حراً" بمملكة البحرين تصف الأمر بالخطورة خاصة في منطقة الخليج العربي " حتى انتشرت الظاهرة في المدارس والجامعات، و أصبح لا يوجد فصل دراسي يخلو من مسترجلة". يجب ألا نخجل من الكشف عن أمراضنا الاجتماعية، وربما سمعتم بالفيلسوف الإغريقي " سوفوكليس " الذي وصف في إحدى مسرحياته ظاهرة السكوت عن المرض الاجتماعي بأنه نوع من التواطؤ لإغراق المجتمع في المزيد من الأمراض. صحيح أن المجتمعات تحاول إخفاء قمامتها الأخلاقية بالطريقة التي صورها الفنان سلفادور دالي حين رسم كفاً إنسانية ترفع طرف البحر وتدس تحته أوساخ الشاطيء، لكن المشكلة أن الأمراض لايمكن إخفاؤها إلى وقت طويل فسرعان ما تنتشر وتتحول إلى أوبئة، وهذا ماحدث في مسرحية "سوفوكليس" حين اضطر الوالي إلى إعادة الشاعر بعد أن طرده من مدينته إلى حضن المجتمع ليمارس دوره النقدي، فمن دون قيام المثقفين والنقاد والمتخصصين بالكشف عن الأمراض الاجتماعية والاعتراف بوجودها ومواجهتها بشجاعة، فإن الأمور تنتهي إلى ما لا تحمد عقباه كما يقول النحويون. وبحسب التقرير الذي نشره الموقع قالت الدكتورة الصيرفي إنه في أكثر من 90% يعد استرجال الفتاة مشكلة سلوكية لا جسدية، ومن المرجح أن سببها رد فعل دفاعي لصراع داخلي، ورغبة ملحة للشعور بالسلطة. وهنا يجب أن ننظر باتجاه آخر، أي إلى حيث يقبع الرجل مستاء من هذه الظاهرة ربما أكثر من النساء أنفسهن، لكنه كالعادة لا يرى في نفسه أنه قد يكون سبباً في نشوء الظاهرة، علماً بأن الفتاة ترى في بيئتها الاجتماعية مدى السلطة التي يتمتع بها الرجل، ولعل المسترجلات من النساء هن ضحايا لسلطة الرجل القاهرة، فيأخذن منه سماته التي يرى بها النساء أقل منه شأناً، متحولات بذلك إلى رجال بأجساد نسائية ليقمن بنفس الدور الذي مارسه الرجل معهن، في الإخضاع والإقصاء والدونية وهو ما أكدت عليه الباحثة، موضحةً أن أغلب الفتيات المسترجلات يكرهن الصورة الضعيفة للمرأة , نتيجة ضعف شخصيات أمهاتهن أمام آبائهن .