فيما تكثفت الاتصالات الدبلوماسية حول الأزمة السورية مع اقتراب موعد استئناف المفاوضات بجنيف الأسبوع الجاري، في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام، وفي ظل هشاشة الهدنة وتردد المعارضة في المشاركة بسبب الخروقات التي شهدها اتفاق وقف القتال من قبل نظام بشار الأسد وروسيا، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان لها بمقتل 75 مدنيًا خلال الأسبوع الأول من اتفاق وقف القتال المتفق عليه بين واشنطن وموسكو، وتسجيل 216 عملية خرق، لافتة إلى أن طائرات النظام وروسيا قصفت مواقع المعارضة مع بدء سريان الاتفاق، منتصف ليلة 27 فبراير الماضي، وأن الغارات الجوية شملت جبل التركمان في ريف محافظة اللاذقية، وغربي حلب، وجنوبي إدلب، والغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق، ومركز محافظة درعا، وريفها الغربي. وقالت الشبكة إنه رغم انخفاض عدد الضحايا المدنيين، إلا أنَّ عمليات إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة توقفت، فمن بين 18 منطقة خاضعة للحصار، لم يتم إيصال مساعدات إنسانية إلا إلى مدينة المعضمية في ريف دمشق، وبلدة كفر بطنا في الغوطة الشرقية. ومن جانبه، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 135 شخصا في المجمل قتلوا في الأسبوع الأول من الهدنة الهشة بسورية في مناطق يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية، مشيرا إلى مقتل 552 شخصا في المناطق التي لا يشملها الاتفاق في نفس الفترة. جولة المفاوضات المقبلة أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والأميركي جون كيري، تناولا خلال مكالمة هاتفية مساء أول من أمس، ضرورة بدء الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية سريعاً. وذكرت الوزارة في بيان أن "الجانبين طالبا ببدء المحادثات في أسرع وقت ممكن بين النظام ومختلف أطياف المعارضة"، مضيفة أن كيري ولافروف أكدا مجدداً على ضرورة التعاون المتبادل لضمان وقف القتال في سورية. وصرح المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، بأن محادثات السلام حول الأزمة السورية ستبدأ في العاشر من الشهر الجاري في جنيف، موضحا أن بعض المشاركين سيصلون في التاسع من الشهر لإجراء لقاءات تحضيرية غير مباشرة، فيما سيصل البعض في اليوم ال11 وال14 من الشهر نفسه بسبب صعوبات في حجوزات الفنادق. وأضاف دي ميستورا، أنه يخطط لدعوة أعضاء من نظام الأسد ومن المعارضة ومن المجتمع المدني، من ضمنهم نساء، مطالبا النظام بالإسراع في توزيع المساعدات.
جهود توصيل المساعدات أشار المتحدث باسم أمين عام الأممالمتحدة، فرحان حق، إلى استمرار الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، مبينًا أنَّ النظام يخلق صعوبات في بعض المناطق. وذكرت مصادر محلية في مدينة المعضمية، أنَّ النظام أخَّر دخول شاحنات المساعدات إلى المدينة، أسبوعًا كاملًا، وهي عبارة عن 10 شاحنات تحوي مواد غذائية، ومنظفات، ولا تحوي أدوية طبية لا سيما للمصابين بأمراض مزمنة. مشيرة إلى أن هذه المساعدات لا تكفي إلا لثلث سكان البلدة. ومن جانب آخر، ناشد المجلس المحلي لمدينة الرستن شمالي محافظة حمص الأممالمتحدة، توجيه مساعدات للمدينة المحاصرة من قبل قوات النظام، والتي لم تستقبل أية مساعدات منذ 7 أشهر.