يهدر معلمون من 5 إلى 10 دقائق من وقت الحصة في استخدام "واتساب"، خاصة الحصص الأخيرة "الخامسة، السادسة، السابعة". وأظهر مسح أجرته "الوطن"، تفاوتا ملحوظا في استخدام برنامج التواصل عن بقية وسائل التفاعل على الإنترنت، فيما يرى المشرف التربوي يحيى العلكمي، أن استخدام الهاتف الجوال داخل الحصص بات يشكل ظاهرة ومصدر قلق يؤرق قادة المدارس. انتشرت في الآونة الأخيرة منذ ظهور مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، ظاهرة استخدام بعض المعلمين والمعلمات لها داخل الفصل والمدرسة، على حساب وقت اليوم الدراسي والجودة التعليمية للطلاب، إذ لا يتردد بعض المعلمين في قضاء وقت للتسلية عبر "الواتساب"، ومواقع التواصل الاجتماعي أثناء الحصص، مهملين بذلك مهمتهم الأساسية كمعلمين يفترض بهم الوعي والحرص على أداء واجبهم على أكمل وجه. استطلاع ميداني أجرت "الوطن" مسحا استطلاعيا حول هذه الظاهرة على شرائح عشوائية من الطلاب والمعلمين، تبين من خلالها أن بعض المعلمين يقضون ما بين 5 إلى 10 دقائق من وقت الحصة في استخدام "الواتساب" خاصة الحصص الأخيرة (الخامسة، السادسة، السابعة). وأظهر المسح تفاوتا ملحوظا في استخدام برنامج "الواتساب" عن بقية وسائل التواصل الاجتماعي. بالمقابل، امتنع عدد كبير من المعلقين على شبكة الإنترنت عن تحديد الوقت المستهلك، وأكد بعضهم أن المعدل قد يزيد على 10 دقائق، وأن هذه الممارسات تزداد في الحصص الأخيرة من اليوم الدراسي.
أهم الأسباب • وجود جهاز الجوال بمعية المعلم أثناء الحصص. • ضغط الفضول لمعرفة الجديد أولا بأول. • إدمان استخدام الجوال. • ضعف قدرات المعلم في السيطرة على الرغبات. • بعض المشكلات والضغوط النفسية.
مخالفة واضحة يرى المشرف التربوي يحيى العلكمي، أن استخدام الهاتف الجوال داخل الحصص من قبل بعض المعلمين، بات يشكل ظاهرة ومصدر قلق، يؤرق قادة المدارس، خاصة أن الأمر ينبني على ضياع وقت الحصص في غير ما يفيد الطلاب. وقال: لعل ضعف التخطيط هو الذي يجعل المعلم لا يجد ما يملأ به وقت الحصص، وبالتالي الانغماس في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه مخالفة واضحة. استخدام إيجابي أوضح عدد كبير من المعلمين والمعلمات أن "الواتساب" بات بالنسبة لهم ضرورة ملحة للتواصل فيما بينهم وبين طلابهم وأولياء أمورهم، لتسهيل إيصال المعلومة للأسر حول مستويات أبنائهم، وكذلك بين المعلمين والإدارة، والتي سهلت عليهم وصول التقارير والتوجيهات والتعاميم الإدارية، كإحدى حسنات هذا البرنامج، وهو ما أشادت به "الوطن" في عددها 4483 الصادر عام 2013، بينما رفض عدد كبير من المعلمين فكرة الممارسات السلبية لاستخدام برامج التواصل الاجتماعي أثناء الحصص الدراسية، كونها ملكا للطالب أولا وجزءا من المهمة العظيمة للمعلم نفسه ثانيا. آثار الظاهرة • تؤثر في المستوى العام لأداء المعلم. • انخفاض مستويات الطلاب التعليمية. • تكوين صورة ذهنية غير صحيحة لدي الطلاب عن المعلم والعمل التعليمي. •تكريس مفهوم التسيب والإهمال. • اشتغال المعلم بغير الواجب المهني المطلوب منه. • إهدار جزء مهم من وقت العمل. • التقليل من هيبة المعلم.
تعميم وزاري قال مدير تعليم محافظة جدة عبدالله الثقفي ل"الوطن" إن وزارة التعليم أصدرت تعميما، منعت بموجبه منسوبيها من المعلمين والمعلمات من استخدام الجوالات أو وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها "الواتساب" أو غيره. وأرجع ذلك لأهمية الحفاظ على سير العملية التعليمية، وعدم فقدان وإضاعة الوقت المخصص للحصص الدراسية، مبينا أن هذا المنع متوافر في كتيبات أرسلت لجميع مدارس المملكة، ويترك أمر إجراءات العقوبات وتنفيذها لمديري المدارس والمديرات، ولا يقتصر منع دخول الجوالات على الحصص، بل يطبق على طلاب وطالبات المدارس. وكانت وزارة التعليم أصدرت تعميما بمنع جميع منسوبيها من التواصل عبر "الواتساب" مع الطلاب خارج المدرسة.
دوافع الشعور بالعزلة الأخصائي النفسي الدكتور جمال الطويرقي أكد أن صفات المعلم السوي لا يمكن أن تكون في معلم ربما يعاني اضطرابات نفسية، وأن كثيرا من المجتمعات تعاني هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن ألمانيا منعت استخدام أجهزة الجوال لوسائل التواصل الاجتماعي في كثير من إداراتها، وحددت ذلك الاستخدام بشروط صارمة. وقال: ربما تعاني هذه الفئة من المعلمين شعورا بالعزلة والخجل الزائد وربما الجرأة غير المسؤولة، ما يجعلهم يعبرون عن أنفسهم من خلال هذه الوسائل في أي وقت دون الانتباه إلى أخلاقيات أماكن وأوقات العمل. في السياق ذاته، أكد المحلل النفسي المتخصص في القضايا المجتمعية الدكتور هاني الغامدي أن هذه السلوكيات لا علاقة له بالجانب النفسي، بقدر علاقتها بالجانب الأخلاقي للمهنة، والانفلات الوظيفي.