لم تمنع وفاة شابين اصطدما بناقة، مواطنا في نجران من الإفصاح عن ملكيته لها، واستعداده لتحمل مسؤولية ما نجم عن الحادث. وعلى الرغم من الصعوبات التي قد تواجه السلطات الأمنية في الوصول إلى مالك الناقة بواسطة "وسم الناقة" لملاحقته وتحميله مسؤولية الحادث، إلا أن الشيخ علوي بن فرج بن جريبة ضرب أروع المثل في تحمل المسؤولية كاملة عندما أفصح عن ملكيته للناقة لأفراد قبيلة المتوفين، ودفع بابنه إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن أن الناقة تعود له. بدأت القصة عندما علم ابن جريبة، أبرز أعيان قبيلة الحرث بنجران، بحادث وفاة الشابين محمد بن معيض بن شديد وفهيد بن مبارك بن حمد من آل شايب "قحطان" بعد اصطدامهما بناقته، فبادر في خطوة أولى بإرسال عدد من أفراد قبيلته لتقديم واجب العزاء إلى "آل شايب"، وإبلاغهم بأن الناقة تعود له. ولم يكتف ابن جريبة بذلك بل دفع ابنه لقسم الشرطة للتبليغ عن ملكيته للناقة، ورفض خروج ابنه إلا بتنازل من أهل المتوفى ثم أطلق بكفالة حسب النظام، نظراً لكونه كان خارج المنطقة وقت وقوع الحادث. وحسب العرف القبلي، ذهب ابن جريبة بعد وصوله إلى نجران ومعه أفراد قبيلته إلى "آل شايب"، وتم استقبالهم من قبل معرف قبيلة آل شايب قحطان الشيخ مسعود بن قبلان آل شايب بمدينة نجران وأفراد قبيلته. وبعد أن أخذوا مكانهم قالوا لآل شايب "إننا قادمون إليكم معزين ومسلمين ومحكمين"، ثم تشاورت قبيلة قحطان، وقام الشيخ مسعود بن قبلان بتكليف والد المتوفى بإعلان العفو لوجه الله تعالى متجاوزين الحالة المادية الصعبة لوالد المتوفى الذي يسكن خيمة وعليه ديونه متراكمة. ورفض بعد ذلك "آل شايب" مبلغ 50 ألف ريال قدمها ابن جريبة مساعدة لأم المتوفى، وتم التأكيد على أن العفو لوجه الله. وفي منطقة يهرة التي تبعد 200 كلم عن الموقع الأول، ذهب ابن جريبة ومعه 150 فرداً إلى أهل المتوفى الثاني لتعزيتهم وإرضائهم وأخذ حكمهم. وبعد تشاور "آل شايب" تم العفو نيابة عن عم المتوفى وإخوانه في ولدهم والسيارة لوجه الله تعالى. وتكرر مشهد رفض شيك ال50 ألف ريال لوالدة المتوفى الثاني، الذي كان يعول أسرة مكونة من 12 فرداً. وعند مغادرة ابن جريبة رفعوا الراية البيضاء لقبائل آل المبطي آل شايب "قحطان".