فيما رفض مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، مشروع قرار روسيا هدف إلى وقف العمليات العسكرية التركية في سورية، قال رئيس مجلس الأمن الدولي، رافاييل داريو راميريز كارينو، في تصريحات صحفية، إن أعضاء مجلس الأمن توافقوا على تأجيل تحديد مصير مشروع القرار الروسي، المتعلق بسورية، إلى يوم غد. وكانت مصادر دبلوماسية قد أفادت بأن فرنسا ودولا أخرى رفضت المشروع الروسي لوقف النار بسورية، وقالت إن هدف المشروع مطالبة تركيا بوقف قصفها القوات الكردية في شمال سورية، والتخلي عن مشروع عملية عسكرية برية في البلاد، بيد أن فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ونيوزيلاند وإسبانيا رفضت مشروع القرار الروسي. وأكدت المصادر أنه لا أمل في تبني مقترح موسكو، معللة ذلك برفض ثلاث دول تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن. في الأثناء، حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، من نشوب حرب بين تركياوروسيا، داعيا إلى الإسراع باستئناف المفاوضات من أجل تيسير إيصال المساعدات، والانتقال السياسي في سورية، مشددا على ضرورة وقف التصعيد بين الجانبين. وأكد هولاند تحرك فرنسا في إطار الأممالمتحدة ومع شركائها لتلبية الحاجات الإنسانية الملحة وخلق ظروف لاستقرار دائم في سورية عبر انتقال سياسي تفاوضي. جاء ذلك في وقت التقى مسؤولون أميركيون وروس في جنيف، أمس، للبحث في إمكانات وقف إطلاق النار، الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ خلال الأسبوع الجاري، بيد أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد أن وقف النار يتطلب أمورا كثيرة، في إشارة إلى ضرورة توقف القصف الروسي. في سياق متصل، ذكرت مصادر مقربة من محادثات السلام في جنيف، أمس، أن المعارضة السورية وافقت على هدنة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع إذا أوقفت موسكو ضرباتها الجوية. وأكد المنسق العام للهيئة رياض حجاب في بيان أن الفصائل أبدت موافقة أولية على إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة، على أن يتم ذلك وفق وساطة دولية وتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والميليشيات الطائفية ومجموعات المرتزقة التابعة لها على وقف القتال. ودعا رئيس الائتلاف الوطني في رسالته الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى فتح تحقيق في هجمات الإثنين الماضي على منشآت طبية ومدارس شمال حلب، وضمان أن التحقيق يسند المسؤولية إلى أحد الأطراف، مطالبا بالخروج الفوري للقوات الروسية من الأراضي السورية.
استخدام الأكراد على الصعيد ذاته، نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية، أمس، تقريرا أكدت فيه أن "استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكراد سورية كأحجار على قطعة الشطرنج الجيوسياسية يكشف عن نوايا موسكو، لا سيما أن استخدام الأكراد، واستهدف أنقرة جاء في وقت زيارة مقررة لرئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو لبروكسل للمشاركة في مفاوضات حل أزمة اللجوء المهددة بتمزيق أوروبا. وأضافت الصحيفة أنه في سورية تترك المقاتلات الروسية آثارها البادية بالأراضي المحروقة والمستشفيات والمدارس المدمرة، والسوريون مرغمون على الفرار إلى تركيا، مشيرة إلى أن عدم مساعدة أنقرة على وضع موجات اللجوء الحالية في إطار منظم سيجعل الأمور تخرج عن السيطرة ويعمِّق الخلافات السياسية والاستقطاب بأوروبا ويهددها في وجودها. وطالبت الصحيفة بضرورة إدانة القمة الأوروبية الحالية بقوة، للهجمات الروسية بسورية، وتوجيهها رسالة تحذيرية واضحة لكل من يسعى إلى زعزعة استقرار تركيا.
تدخل الناتو طالبت صحيفة الديلي تلجراف بتدخل حلف الشمال الأطلسي "الناتو" لإنهاء الأزمة، محذرة من أن يفرض الحل الروسي نفسه في أنحاء سورية والعراق، ويهمين نفوذ موسكو على الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلى وجود اتفاق عام على أن الهزيمة الشاملة لتنظيم داعش تصب في مصلحة العالم، وأن القوة الجوية للتحالف لن تحقق هذا الأمر وحدها، مشددة على ضرورة مشاركة القوات البرية للناتو، ومنع روسيا في الوقت نفسه من بسط هيمنتها على المنطقة، لافتة إلى أن الانتهاكات الروسية تهدد بخطر السقوط في حرب بين موسكووأنقرة حليف الناتو. إلى ذلك، وسعت تركيا قصفها ليشمل مناطق في محافظة حلب تقع تحت سيطرة قوات كردية سورية، معتبرة ذلك ردا على التفجيرات التي استهدفت قواتها الأمنية. وأفادت مصادر استخباراتية أمس، بمقتل المسؤول في حزب العمال الكردستاني، فاروق أتان، وعناصر من المنظمة، في ريف ولاية ماردين، بجنوب شرقي تركيا، في قصف للقوات التركية استهدف اجتماعا لهم، قبل أيام، مشيرة إلى أن "أتان" كان يخطط لهجمات ضد قوات الأمن، التي تنفذ عمليات في ماردين، وشرناق. أبرز التطورات •رفض أممي لمقترح موسكو • المعارضة توافق على هدنة بضمانات • تحذير من حرب تركية روسية • مطالبات بمشاركة الأطلسي • أنقرة تلاحق العمال الكردستاني