لم تشفع التوسلات والدموع ولا قطرات العرق ورزمة الكتب التي كان يحملها الطفل عبدالله طالب الصف الرابع الابتدائي لدى عودته من مدرسته بمحافظة أحد المسارحة بمنطقة جازان، عند والده الذي أقدم وبكل برود مساء أمس على ذبحه مرددا "ذبحت ابني وقدمته فدية لله". وفي التفاصيل التي حصلت عليها "الوطن" أن الأب الأربعيني القاتل (م، ع، س) اصطحب ابنه عبدالله الذي يبلغ من العمر 11 عاما من مدرسته لتحفيظ القرآن الكريم بأحد المسارحة في سيارته، وبدلا من أن يذهب به للمنزل أخذه إلى أرض خارج البنيان محاطة بسور مهجور وذبح ابنه بسلاح أبيض. الأب يسلم نفسه انتقلت شرطة المحافظة وفرق البحث الجنائي، وفرقة من الهلال الأحمر إلى الموقع، إذ وجد الطفل مقتولا، وفرضت طوقا أمنيا على الموقع، وشرعت في جمع التحريات والأدلة من موقع الجريمة، بعدما سلم القاتل نفسه لنقطة أمن الطرق التي بدورها بلغت الشرطة بذلك، وتم إيداع جثمان الطفل في ثلاجة مستشفى أحد المسارحة. من أرباب السوابق أكد أقارب عائلة القاتل أنه خرج من السجن قبل فترة بعد القبض عليه في قضية جنائية "محاولة دهس أحد أقاربه"، كما أن الجاني منفصل عن زوجته أم عبدالله، وأن الطفل المقتول يعيش في منزل جده. وبينوا أن سلوك الأب القاتل في أيامه الأخيرة تغير كثيرا وأصبح يعيش وضعا نفسيا سيئا فقد كان انطوائيا ودائم الحديث مع نفسه، كما أشار عدد من جيران القاتل إلى أنه أصبح يطلب الحشيش المخدر علانية من أي شخص يقابله في الطريق يعرفه أم لم يعرفه. نية مبيتة حسب مصادر مطلعة، أنه لم يدر بخلد الأسرة أن يذبح الرجل ابنه، إذ كان يقضي أيامه الأخيرة بترديد آيات قرآنية عن إسماعيل عليه السلام وفديته بكبش عظيم، وبعض الكتابات الغريبة وغير المفهومة على حائط المنزل، حتى نفذ تهديداته التي كان يطلقها مسبقا، وأخذ ابنه من المدرسة ونفذ جريمته باستخدام سكينا كانت بحوزته، تاركا الابن محتضنا كتبه وغارقا في دمه ليسلم نفسه لأقرب دورية أمنية بأحد المسارحة، وهو يردد "ذبحت ابني وقدمته فدية لله".