بعد أن فشل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي في إقناع قيادات التحالف الوطني بدعم إصلاحاته المتعلقة بإجراء تعديل وزاري لتجاوز الأزمات الأمنية والاقتصادية، أعلن المجلس الأعلى الإسلامي، بزعامة عمار الحكيم عبر بيان، رغبته في تشكيل أغلبية سياسية وفق برنامج وطني لإصلاح الأوضاع، مؤكدا أن التغيير الوزاري يجب أن يشمل العبادي نفسه. وأضاف البيان "كي تكون دعوته صادقة وجدية، يجب أن تشمل الجميع بمن فيهم رئيس الوزراء، بشرط أن لا تبتعد عن إرادة الغالبية الساحقة للشعب"، في إشارة إلى احتفاظ الشيعة بمنصب رئيس الوزراء. وكان العبادي طالب في التاسع من فبراير الجاري، مجلس النواب بمؤازرة الحكومة في إجراء تغيير وزاري، باختيار شخصيات مستقلة تتمتع بخبرات وقدرات لتنفيذ البرنامج الحكومي الإصلاحي. ووفقا لمصادر من داخل اجتماع التحالف الوطني العراقي الذي انعقد أول من أمس بمكتب وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، طرح العبادي أمام الحاضرين رؤية الدول المانحة بخصوص تحقيق إجراءات حقيقية داخل الدولة العراقية، مقابل الحصول على مساعدات لتجاوز الأزمة المالية، كما استعرض نتائج تقرير لجنة تضم خبراء مستقلين لتقويم أداء الوزارات كشفت تراجعا ملحوظا لوزارات أسندت إلى مرشحين من التيار الصدري، وحزب الفضيلة والمجلس الأعلى ومنظمة بدر، وهي القوى المنضوية ضمن التحالف الشيعي الذي يتولى رئاسة الحكومة الحالية. وأشارت المصادر إلى أن العبادي فشل في إقناع حلفائه في إجراء التغيير الوزاري باعتماد التكنوقراط، وسط إصرار الآخرين على طرح مرشحيهم، وشمول العبادي بالتغيير. طريق مسدود بينما شدد التحالف الكردستاني بدوره على شمول الوزراء ووكلائهم ورؤساء الهيئات المستقلة بالتغيير، قال رئيس ائتلاف القائمة الوطنية إياد علاوي في حديث صحفي إن العملية السياسية وصلت إلى طريق مسدود، مشيرا إلى أنها لا تخلو من نفوذ أجنبي. وتابع "العراق تحول إلى حقل تجارب بسبب الحكومات المتعاقبة، ولا توجد إجراءات تعالج جوهر المشكلات، والعبادي لم ينفذ أي شيء من وثيقة الإصلاح السياسي التي قدمها". ودعا علاوي العراقيين إلى أن يقرروا بأنفسهم، مؤكدا أن الحل يكمن بإصلاح البيت العراقي وليس بتغيير أشخاص بآخرين. تحرير الموصل استبعدت كتلة التيار المدني الديمقراطي إمكانية تحقيق تغيير وزاري شامل خارج ما يعرف بالمحاصصة السياسية بين الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية، وقال رئيس الكتلة مثال الألوسي "التحالف الوطني أعاد الكرة إلى ملعب العبادي، حين طالب بتغييره، الأمر الذي يعني أن قوى التحالف متمسكة بحقائبها الوزارية ولن تتنازل عنها، ورئيس مجلس الوزراء لا يستطيع أن يطرح مرشحا واحدا من دون الحصول على موافقتهم"، مبينا أن رئيس الوزراء تعهد بإصلاحات جذرية لكنه فشل في تحقيق أي واحدة منها". على صعيد آخر، تستعد القوات العراقية لانطلاق معركة تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش، وسط تنسيق عال بين غرفة عمليات قيادة القوات الوطنية وقوات التحالف الدولي. وأشارت مصادر إلى تدفق القوات الأمنية من مختلف الصنوف على مقر قيادة عمليات نينوى في قضاء مخمور شمالي الموصل.