في السجلات مقيد اسمه على أنه موظف لكنه في الحقيقة لا يعمل، يذهب يوميا في الصباح ويسجل حضوره لكنه جسد خاوٍ مشلول تماما عن التفكير والإنتاجية والإبداع، يتسلم مرتبا عند نهاية كل شهر وهكذا دواليك بدون إضافة أي قيمة لمكان عمله أو شخصه أو مجتمعه، الأدهى أنه قد يكون قد تحصل على تعليم من جامعة مرموقة والحال أنه مجرد رقم ليس إلا. جذر هذه المشكلة قد يكون من شخصه أو من مكان العمل عن طريق تحجيم العقول والكفاءات ليصبحوا معطلين حتى يصيبهم اليأس، الذي يؤسفني حقا أن الشخص يستسلم لمكان عمله وينخرط في سبات يستمر لسنوات عديدة، تجد هناك من يترك الحبل على غاربه ويقول "هم ما يعطوني شغل"، "سألتهم كم مرة ولا أحد أعطاني وجه"، ونحوها من وسائل التخدير التي تؤدي بالإنسان للهلاك. هناك من يظل ساكن القوى، بليد الحركة، ثم بعد سنوات يذهب لمقابلة شخصية ويُسأل عن إنجازاته وأعماله فتجده يتلعثم ويضرب أخماسا لأسداس بحثا عن إجابات مقنعة لكنه لا يجد، لأنه وببساطة أهمل نفسه واختار طريق الدعة ولا أسمي هذا الشخص بأنه اشترى راحته لأنه مصاب بحمى الكسل. أجد بيت المتنبي حاضرا هنا وهو "وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شَيْئاً، كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ"، التبرير غالبا هو سيد الموقف، حيث يتم الهروب من لوم النفس عن طريق إطلاق اللوم على المدير أو الشركة بأنهما لا يقيمان قدرا للمواهب والكفاءات، حسنا.. إن كانوا كذلك فلماذا تلبث وأنت موهوب؟! ابحث عن مكان يحترم ما لديك من علم ومهارة ويساعدك للارتقاء مهنيا لتكون لك بصمة واضحة في محيط عملك، لكن للأسف انطلت عليهم لعبة البدلات المالية والأمان الوظيفي الذي في حقيقته أكبر وهم وتهديد لصحة أبدانهم ونفسياتهم وعقولهم وعلمهم. أذكر أن أحد القادة الذين عملت معهم يقول "كثير من المديرين يخشون من إتقان عمل موظفيهم لئلا يسرقوا الأضواء منهم فيأخذون مناصبهم، لكني كقائد، أطور نفسي يوميا وأتنافس مع فريق عملي لأفضل أداء وبذلك نكون في بيئة خلاقة للإنتاجية والإبداع"، بظني أن كتابة مؤشرات شخصية تساعد الإنسان على قياس مدى تطوره، فمثلا يقول: من أهدافي الوظيفية في العام القادم أن ألمّ بعلم هذا المجال وأتقن عمل حرفة معينة وهكذا ثم يقيّم نفسه ويرى مدى تحقيق هذه الأهداف. عزيزي الموظف.. السكون في اللغة هو ضد الحركة وبصفتك متحركا فلمَ الإصرار على السكون؟ تأكد بأنه لن يهتم بك أحد قدر ما تهتم بنفسك سوى في حالات نادرة، أريدك أن تختار المكان الذي تصقل فيه مواهبك ويضفي لك ما يجعلك في لياقة علمية وفكرية بارزة الحضور، ابحث عن الأفضل لك ونافس للوصول له وكن ذا وثبة نحو التميز، لتسعد!