بدأت جهات تعليمية أكاديمية البحث عن أسباب الاكتئاب النفسي بين طلبة الجامعات من الجنسين، وذلك بعد أن رصدت الإدارات المختصة في بعض الجامعات تزايد أعداد المكتئبين. وعزت عضو مركز الإرشاد الجامعي بعمادة شؤون طلاب جامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتورة أروى عرب ذلك إلى الخوف من المستقبل المهني، وقلق اختيار التخصص الجامعي وسط غياب التهيئة النفسية للطلاب قبل دخولهم للمرحلة الجامعية، مما يسبب ضغوطاً نفسية، تتطور في أحيان كثيرة لتصل إلى حالات مرضية تخضع لجلسات علاجية. قرارات مصيرية كشفت الدكتورة أروى ل"الوطن" عن أن مركز الإرشاد في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة عالج في الآونة الأخيرة عدداً من تلك الحالات، مشيرة إلى أن تخرج الطلاب من المرحلة الثانوية ودخولهم إلى المرحلة الجامعية وهم في سن المراهقة وتدرجهم في الحياة الجامعية المختلفة بطباعها توجب عليهم اتخاذ قرارات مصيرية فيما يتعلق بتخصصاتهم ومستقبلهم المهني، وسط غياب الدعم النفسي، وتعدد جهات الضغط النفسي بين الأسرة والأصدقاء وأعضاء هيئة التدريس.
القلق من المستقبل أشارت عرب وهي وكيلة عمادة شؤون الطلاب لأنشطة الطالبات، إلى أنه ليس هناك حالات محددة وتختلف أعراض الاكتئاب من شخص لآخر، مبينة أن أبرز الأسباب التي تردهم من قبل المكتئبين تتعلق بالقلق من المستقبل، والمشكلات الأسرية والاجتماعية التي تحظى بنسبة عالية، إضافة إلى عدم الثقة بالنفس، مضيفة أن هذه المشاكل مشتركة بين الطلاب والطالبات. إلى ذلك، انطلقت أمس فعاليات ملتقى التواصل الاستشاري الرابع بمشاركة أكثر ألف طالب وطالبة، والذي ينظمه مركز الإرشاد الجامعي بعمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك عبدالعزيز، بحضور متخصصين في مجالي علمي النفس والاجتماع. وأكد الملتقى على أهمية توعية الطلبة، بضرورة الاهتمام بالجوانب النفسية ومراجعة المختصين حتى لا تتطور حالاتهم إلى سلوكيات وممارسات غير مقبولة، تؤدي إلى تعثرهم الدراسي.
زيادة الوعي المجتمعي أوضحت مساعد وكيل عمادة شؤون الطلاب بشطر الطالبات ورئيسة اللجنة العلمية بالملتقى الدكتورة نورة فرج بأن الملتقى يحرص على زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الاستشارات النفسية والاجتماعية، والصعوبات التي تواجه الممارسين في هذا المجال، وأساليب تأهيل الممارسين. ويستهدف الملتقى في عامه الرابع الأخصائيين العاملين في مجال الخدمة الاجتماعية والنفسية بالمستشفيات والمؤسسات الأهلية والحكومية، والمرشدين الطلابيين بمدارس التعليم العام، والمهتمين بالاستشارات النفسية في المجتمع، والعاملين في العيادات النفسية ومراكز الإرشاد الأسري، والمتخصصين الأكاديميين والجمعيات الخيرية.