وطني، لعل أحرف كلماتي تقف عاجزة عما يكتنفه قلبي من الحب لثراك الطاهر، فلا أبهى ولا أكمل من ثنايا ذرات ترابك الزكي، فمهما باعدت الأقدار بيننا وبين تراب أرضك الطيبة، ورست بنا شطآن الحياة بعيدا عنك، فحبك وذكرياتك الجميلة لا تبارحنا، وستبقى ذكرياتك منقوشة بأحرف من نور في قلوبنا. لقد وجدنا فيك العزة والكرامة والمحبة والعدل والإخاء، فأنت روزنامة أشعارنا، في ألحانها تغرد حنينا وحبا دائما لك لا ينقطع. لقد تعلمنا من حبك أن الإنسان الذي بلا وطن يحبه ويعيش فيه وبين ربوعه وجنباته أجمل لحظات عمره وذكرياته؛ إنسان بلا انتماء وبلا هوية وبلا ماض أو مستقبل. ديننا الإسلامي يحث على حب الأوطان، والذود عنها بكل قوة وعزم وحزم، وما الأبطال المجاهدون في بلادنا الحبيبة إلا دليل عميق، فقد سقوا على مختلف الجبهات ومنذ القدم بدمائهم الزكية الطاهرة دفاعا عن أرضهم، وكل تلك التضحيات العظيمة نابعة من حبهم لدينهم أولا، ثم لتراب وطنهم الذي أمرهم ربهم بالدفاع عنه. وما دام حب هذا الوطن يسري في عروقنا فلن نخاف من المستقبل، ولدينا جيل من أبنائنا، قد وضعوا حب دينهم أولا، ثم حب هذه البلاد نصب أعينهم.