أكد وزير الخارجية عادل الجبير أهمية محاربة الإرهاب والتصدي للأعمال العدوانية الإيرانية والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة. وأشار الجبير خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده أمس بمقر وزارة الخارجية مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو إلى أنه بحث مع نظيره التركي الأوضاع في المنطقة، وموضوع المجلس التنسيقي الاستراتيجي بين البلدين. من جانبه قال وزير الخارجية التركي: "قمنا بتقييم الأوضاع في المنطقة، وبحثنا موضوع تفعيل اتفاقية مجلس التنسيق الاستراتيجي فيما بين البلدين، وسنقوم بالتوقيع عليها مستقبلا ووضع رئيسين مشتركين لهذا المجلس، وبعد ذلك سنقوم بتفعيل هذه الآلية وبشكل مؤثر وفعال لصالح البلدين، كما قمنا ببحث وتقييم المسائل العالقة وخاصة موضوع الملف السوري وموضوع إيران، بالإضافة إلى التأكيد على أننا ضد الطائفية، ويجب على إيران أن تتنازل أو تتراجع عن هذا الموقف الطائفي". تحذير الطيران الروس وحول اختراق روسيا للمجال الجوي التركي قبل يومين قال وزير الخارجية التركي: "رغم أننا قمنا بتحذير الطائرة الروسية باللغة التركية واللغة الروسية، إلا أنهم اخترقوا الأجواء، وهذا ليس تحذيرا تركيا وإنما تحذير من حلف النيتو عبر المركز الإسباني، وتم التأكيد على ذلك وقمنا باستدعاء السفير الروسي إلى وزارة الخارجية التركية وحذرنا من تكرار الاختراق". فريق واحد وعن التطمينات التي تعطى للمعارضة السورية قال الجبير: "لا نعطي تطمينات للمعارضة السورية، ونحن وإخواننا السوريون في نفس الفريق وبالتالي التطمينات قدمت لهم ولنا في نفس الوقت، والتطمينات التي حصلوا عليها من الأممالمتحدة بقرار 2254 بفقرة 12و13 بالنسبة للمساعدات الإنسانية، وكذلك بالنسبة للقصف العشوائي لا يمكن التفاوض عليها، وهذه المطالب من الأممالمتحدة نص عليها قرار مجلس الأمن، والتطمينات بفتح المساعدات الإنسانية التي قدمتها الدول العظمى لإخواننا في سورية، وأن المفاوضات تبدأ بصيغة جنيف1 التي سيكون لها سلطة كاملة بعيدة عن بشار الأسد ودستور جديد وسورية جديدة، ودورنا توفير الدعم للمعارضة وعدم الضغط عليهم، والتشاور معهم ومراجعة الخيارات الأفضل ومساعدتهم للوصول لقرارات أكثر فاعلية". خارطة طريق وأضاف: "إن المعارضة كانت جاهزة لجنيف واجتمعوا في الرياض وقرروا وحددوا فريقهم التفاوضي، وبالتالي هم كانوا فعلا جاهزين، لكن بعض البلدان حاولت أن تخفف من الأمر وطلبوا من المعارضة أن تتوسع، واقترحوا كذلك مجموعات إرهابية أو مجموعة تساند إيران للانضمام إلى المعارضة، والمعارضة السورية رفضت ذلك ونحن دعمنا المعارضة بذلك في صورة واضحة، وبعد ذلك المعارضة أرادت أن ترى خارطة طريق لأن المفاوضات يجب أن تبدأ بموضوع الانتقال السلمي، وطلبنا من المعارضة الذهاب إلى جنيف ووضع شروطهم للبدء في المفاوضات، ومن الممكن أن يغادروا في أي وقت إذا لم تطبق تلك المطالب". تقارب أنقرة والقاهرة وحول تقارب مصر وتركيا، أفاد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بأن مصر بالنسبة لتركيا هي دولة مهمة والشعب المصري شقيق، واستقرار مصر مهم بالنسبة للقضية الفلسطينية أيضا، متمنيا أن تتجاوز مصر جميع المشاكل في الإطار السلمي، مقدما شكره وتقديره للمملكة لموقفها الإيجابي بهذا الخصوص. وتحدث وزير الخارجية عادل الجبير عن مجلس التنسيق الاستراتيجي بين المملكة وتركيا وقال: "يحتوي المجلس على عدة مسارات، هناك مسار أمني وآخر سياسي، وهناك جانب اقتصادي فيما يتعلق بالتجارة والاستثمار في البلدين، وهناك جانب تعليمي فيما يتعلق بتبادل الخبرات بالنسبة للمؤسسات التعليمية بين الجامعات ومراكز الأبحاث، وهناك جانب صحي فيما يتعلق بالطب وتبادل الخبرات في هذا المجال، وهناك جانب فيما يتعلق بالزراعة، عاداً المجلس خارطة طريق شاملة تثبّت العلاقات بين البلدين وتسمح لقادة البلدين بأن يكون لهم رؤية على العلاقات في مجملها". تطابق سياسي وأكد أن المملكة وتركيا أكبر دولتين اقتصاديتين في الشرق الأوسط، وتنظران إلى التحديات في المنطقة بشكل متطابق سواء في الأزمة السورية أو العراقية أو التحديات الإيرانية أو الوضع في اليمن أو حرية وأمن الملاحة في البحر الأحمر، أو فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة لسحب البساط من تحت التطرف والإرهاب الذي يحدث نتيجة لعدم وجود استقرار في بعض دول المنطقة، وكذلك تحسين أوضاع شعوبهم والحرص على التنمية الداخلية والازدهار الاقتصادي وغير ذلك.