لم تعد أسعار الأسماك بجازانوالقنفذة في متناول الجميع، وهو ما دفع بعض المستهلكين للمناداة بتنظيم حملات مقاطعة تحت شعارات عدة نتيجة للارتفاعات المبالغ فيها للأسعار، وتهدف الحملات للضغط على صيادي الأسماك والمحرجين من أجل خفض الأسعار. في الوقت الذي وصف فيه الصيادون والمحرجون هذا الارتفاع بالمبرر نتيجة ندرة الأنواع التي يكون عليها الطلب بالسوق بسبب قلة عدد الصيادين السعوديين المحترفين وتركهم للعمل في هذا المجال نتيجة كبر سنهم، وعزوف الشباب عن هذه المهنة، وأن منهم من باع قاربه وتوجه لأعمال أكثر راحة من الصيد وسط البحر. التحكم في الأسعار تجاوز سعر الكيلو من "الضيرك البلدي" وهو الأكثر طلبا 100 ريال "هذا إن وجد"، فيما تراوحت أسعار بقية الأنواع بين 60 و80 ريالا للكيلو. وطالب مغردون في مواقع التواصل الجهات المعنية بالتدخل لوضع حد للتاجر الذي أصبح يضع السعر الذي يريد دون خوف من حسيب أو رقيب، خاصة بعد سيطرة العمالة الوافدة على السوق، وأصبحت هي من يتحكم في الأسعار. توقف الاستيراد اعتبر مساعد شيخ المحرجين بجازان الصياد مكين مقبول أن الغلاء الذي تشهده الأسواق هو نتيجة طبيعية لتوقف استيراد الأسماك من اليمن. والذي كان يصل يوميا للسوق ما بين 50 إلى 70 سيارة محملة بالأسماك اليمنية، والتي يمكن من خلالها تغطية أسواق المنطقة وتصدير البقية لخارجها. بالإضافة إلى عزوف الصيادين من أبناء المنطقة عن هذه المهنة التي كانوا يجيدون العمل فيها والتعامل مع ظروفها، وأصبح الصيد بيد العمالة الوافدة التي تقوم بأعمال صيد جائرة لصغار الأسماك وهو ما نتج عنه ندرة فيها في الوقت الحالي. حماية المهنة طالب مكين الجهات المعنية بضرورة حماية هذه المهنة، وتوفير الدعم وتشجيع الشباب على الاستمرار في صيد الأسماك، حتى لا تندثر خاصة في منطقة جازان التي بها جزيرة فرسان وتربطهم علاقة كبيرة بالبحر والصيد واستمرارها كمهنة ومصدر رزق، وليس مجرد هواية كما يمارسها بعض الشباب اليوم. ارتفاع متصاعد شهدت أسعار الأسماك في سوق القنفذة المركزية وأسواق المظيلف والقوز وبقية أسواق المحافظة والأسواق المجاورة ارتفاعا ملحوظا خلال هذه الأيام نظرا لموجة البرد الشديدة والرياح التي تشهدها المحافظة حاليا ووقف الصيد حفاظا على سلامة الصيادين. وبين محمد الجفري وحسن بلغيث - من المتسوقين - أنهم وجدوا ارتفاعا واضحا في الأسعار مع قلة المعروض بسبب الرياح الشديدة والتي قد تشكل خطرا على الصيادين، مشيرين إلى أن الأسعار تجاوزت 50 ريالا للبياض، و70 ريالا للهامور والناجل و40 ريالا للروبيان وبقية الأنواع للكيلو الواحد تبع جودتها ونوعيتها وحجمها.