أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في بكين، أن كوريا الشمالية تشكّل تهديدا صريحا للعالم، وذلك على خلفية إجراء الأخيرة تجربتها النووية الرابعة، مطلع يناير الجاري. يأتي ذلك في وقت تسعى فيه واشنطن إلى الحصول على رد قاس من الأممالمتحدة على تلك التجربة، فيما تتردد بكين في اتخاذ هذا الإجراء، كونها الحليف الرئيسي لبوينج يانج، رغم توتر العلاقات بين البلدين بعد التجربة. وصرح كيري خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع نظيره الصيني، وانج يي، بأن الدولتين اتفقتا على تسريع جهودهما، لتسوية خلافاتهما حول قرار جديد، لكنه أقر بأنهما لم تتفقا تماما حول معاييره. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستبذل كل الجهود لحماية بلادها وأصدقائها وحلفائها في العالم، مضيفا أن واشنطنوبكين متفقتان على أهمية صدور قرار من الأممالمتحدة في هذا الشأن، وعلى تسريع جهودهما لتحقيق ذلك. وقال إن للصين إمكانات لمساعدة الولاياتالمتحدة في مواجهة هذا التهديد، مشيرا إلى أن بكين هي المساعد الأساسي لنظام بيونج يانج، وبالتالي فهي قادرة على ممارسة ضغوط على حركة السفن، وتبادل الموارد. من جانبه، قال وزير الخارجية الصيني إن بلاده دعمت أيضا تحركا جديدا لمجلس الأمن، لكنه أضاف أنه من الضروري عدم إحداث توتر جديد للوضع. وكان الرئيس الصيني، شي جن بينج، الذي التقى كيري بعد ظهر أمس، أعلن أنه بشكل عام عندما تعمل الصينوالولاياتالمتحدة معا فإنه يمكن إنجاز أمور جيدة. من ناحية ثانية، تطرقت محادثات المسؤولين التي استمرت خمس ساعات، إلى منطقة جنوب بحر الصين الاستراتيجية، حيث تشيد بكين جزرا صناعية قادرة على استيعاب قدرات عسكرية في مياه متنازع عليها، وهو ما اعتبرته الولاياتالمتحدة تهديدا لحرية الملاحة، وأرسلت سفنا حربية وطائرات، لإظهار أنها لن تقبل بتغيير الوضع القائم. وفيما أكدت الصين سيادتها على كل المنطقة تقريبا، وأصبحت بالتالي على خلاف مع جيرانها كالفلبين، وفيتنام، وماليزيا، وسلطنة بروناي، وتايوان، قال كيري إنه ينبغي تجنب دوامة من انعدام الثقة والتصعيد، تسهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة، مضيفا أن الجانبين اتفقا على درس الإمكانات للتوصل إلى حلول عبر القنوات الدبلوماسية.