اختلفت بكينوواشنطن أمس، في شأن التعامل مع الاختبار النووي الذي نفذته بيونغيانغ أخيراً، وتخفيف التوتر حول بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقائه نظيره الصيني وانغ يي في بكين، أن الجانبين اتفقا على «تسريع جهودهما» لتسوية خلافاتهما حول قرار «قوي» يصدره مجلس الأمن في شأن كوريا الشمالية، مستدركاً أنهما لم يتفقا «بدقة على معاييره». وتابع: «خلافاتنا ستواصل اختبارنا». وأضاف أن «الولاياتالمتحدة ستبذل كل الجهود لحماية بلادنا وأصدقائنا وحلفائنا في العالم»، لافتاً إلى أن واشنطن تبحث عن تدابير لا تكون عقابية بالنسبة إلى الكوريين الشماليين. وأبلغ كيري وانغ أنه على رغم تحقيق الولاياتالمتحدةوالصين تقدماً جيداً، في قضايا تتراوح بين الاحتباس الحراري ومكافحة الإرهاب، «واضح أن لدينا قضايا مهمة، نحتاج إلى إيجاد سبيل لتحقيق تقدّم فيها. ويشكّل البرنامج النووي الكوري الشمالي إحداها، اذ يمثّل تحدياً كبيراً للأمن العالمي، وإحدى أهم القضايا الخاصة بأمن الولاياتالمتحدة». ورأى أن لدى الصين «إمكانات لمساعدتنا في مواجهة هذا التهديد». وأقرّ وانغ بالحاجة الى قرار جديد يصدره مجلس الأمن، مستدركاً أن «من الضروري عدم إحداث توتر جديد للوضع في شبه الجزيرة الكورية». ورفض «كل الافتراضات التي بلا أساس، أو تحوير لموقف الصين»، وتابع: «الهدف هو إعادة الملف النووي لشبه الجزيرة الكورية إلى المسار الصحيح في المفاوضات. العقوبات ليست هدفاً بحد ذاته». الرئيس الصيني شي جنبينغ الذي التقى كيري، اعتبر أن «في إمكان الصينوالولاياتالمتحدة إنجاز أمور جيدة في شكل عام، حين تعملان معاً». وفي موقف قد يعكس موقف بكين، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأنه «ليس واقعياً أن ينحصر الاعتماد على الصين للضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجها النووي، فيما تواصل الولاياتالمتحدة نهجها العدائي النابع من عقلية الحرب الباردة». وشددت على «وجوب ألا تُفهم العلاقات بين الصينوكوريا الشمالية، على أنها علاقة سيّد وتابع، يمتثل فيها الأخير لكل نصيحة يسديها له الأول». محادثات كيري - وانغ تطرّقت إلى النزاع على بحر الصين الجنوبي، حيث تشيّد بكين جزراً اصطناعية قادرة على استيعاب قدرات عسكرية. وقال الوزير الأميركي أن «على البلدين تجنّب دوامة من انعدام الثقة والتصعيد، تساهم في زعزعة الاستقرار» في المنطقة، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على درس إمكانات للتوصل الى تسوية «عبر القنوات الديبلوماسية». وشدد وانغ على حق بلاده في حماية سيادتها على أراضيها في بحر الصين الجنوبي، معتبراً أن على بكينوواشنطن إدارة القضية في شكل بنّاء. وأضاف أن بكين ستنفّذ التزامها بعدم عسكرة بحر الصين الجنوبي. في السياق ذاته، يعتزم رئيس تايوان ما ينغ جيو التوجّه جواً اليوم إلى جزيرة «إيتو آبا» التي تديرها بلاده في بحر الصين الجنوبي. وأعلن مكتب ما أن الأخير يريد تهنئة السكان في الجزيرة بالسنة الصينية الجديدة. وعلّقت بكين على زيارة ما، مشددة على أن سيادتها على الجزر في بحر الصين الجنوبي لا تقبل جدلاً، فيما اعتبرت الولاياتالمتحدة أن الزيارة «ليست مفيدة جداً».