على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها وزارة التعليم في وقت سابق، وتحذيرات المختصين في التغذية من خطورة بعض ما تقدمه المقاصف المدرسية من وجبات ضارة بالصحة إلا أن عددا من المقاصف لا زالت تقدم الوجبات الجاهزة والمشروبات الغازية سعيا في الكسب وجني الأرباح دون رقابة أو عقاب. لا توجد رقابة أكد المواطن عبدالله محمد - ولي أمر طالب - أن بعض المدارس غير متابعة لصحة طلابها، إذ تستغل المقاصف رغبات الأطفال في هذه الأطعمة، ويبيعون كل ما هو مضر لهم، ويقع اللوم على إدارات المدارس التي تسمح ببيع مثل هذه الأطعمة دون رقابة أو متابعة ما يحدث في المقاصف. وأكدت والدة إحدى الطالبات، أن طفلتها لا تتناول وجبة الإفطار التي تعدها لها يوميا وتضعها في حقيبتها، لأنها تشتري الوجبات المقلية والحلويات من المدرسة ما يجعل قابليتها للأكل تضعف ويؤثر على تحصيلها طوال اليوم، ولمعالجة الأمر امتنعت عن إعطائها أي مصروف لشراء الحلويات، واكتفت بالوجبة التي تصطحبها معها إلى المدرسة.
لم يطرأ تغيير قال ولي أمر طالب - رفض ذكر اسمه - "رغم تحذيرات المختصين في التغذية المدرسية حول مستوى جودة وإدارة المقاصف المدرسية، إلاّ أن المعاناة من وجبات المقصف المدرسي لم يطرأ عليها تغيير، ولا زالت الوزارة تحاول أن تخرج بحل فعلي يعمم على الجميع، وليست اجتهادات فردية". وأضاف أن عددا من العمالة يتنافسون في استئجار المقصف المدرسي كل عام للحصول على عقد تشغيل المقاصف من مديري المدارس مقابل أجر مادي، ومعظم المتعهدين يستأجرون المقاصف ثم يأجرونها بالباطن لعمال أجانب، وبعض مديري المدارس يتعاقدون مع العمال بشكل مباشر دون الاهتمام بنوعية الغذاء الذي يحتاجه الطالب في المراحل العمرية.
تطبيق اللائحة يقول مدير مدرسة محمد الأحمري "اللائحة واضحة جدا ولو تم تطبيقها بالشكل المطلوب لأصبحت المقاصف نموذجية، لكن في ظل الفكرة السائدة أن المقصف المدرسي يعتبر مصدر دخل للمدرسة تقوم عليه الأنشطة والمناسبات وغيرها، فلن يتم التطبيق بالشكل المرضي، لأن الدخل سيقل والأرباح لن ترضي الطرف المشغل للمقصف". وترى إحدى العاملات لدى متعهدي المقاصف أن عزوف الطالبات عن شراء الساندويشات التي تقدم لهن اضطرهن لإحضار بدائل لهن كالحلويات والشيبسات بنكهات مختلفة وهذه لا تفسد في اليوم نفسه كالسندويشات التي يضطرون لرميها في آخر الدوام لعدم وجود من يقبل على شرائه.
جولات على المدارس أوضح المتحدث الرسمي لإدارة تعليم منطقة عسير محمد الفيفي، أن الإدارة تعمل على متابعة وضع المقاصف وعملها وفق الاشتراطات الصحية، وهناك خطة تتضمن زيارة كل مدرسة بما لا يقل عن زيارتين في العام الواحد، إضافة إلى إرسال تعاميم بداية كل عام دراسي للتذكير بالاشتراطات الصحية، وما يجب أن يقدم للطلاب والطالبات في المقاصف، وكذلك الممنوع من الأغذية وغيرها من المشروبات، ومتابعة مدى الالتزام بذلك، وعدم السماح للعاملين في المقاصف بالعمل إلا بشهادات صحية تثبت خلوهم من الأمراض المعدية.