رغم الحصار الذي تفرضه ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع علي عبدالله صالح على المدنيين في تعز، ورغم المواجهات التي تشهدها المحافظة، وتواصل القصف العنيف الذي يقوم به المتمردون، خرج الآلاف من أبناء المدينة أمس في تظاهرة حاشدة، رفعوا فيها لافتات الشكر للمملكة ولدول التحالف، على الجهود الكبيرة والمساعي المتواصلة لكسر الحصار المفروض على المحافظة، وآخرها عملية الإنزال الجوي الذي قامت به مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، خلال الأيام الماضية، وإيصال كميات كبيرة من المواد الغذائية والمعينات الطبية، والأدوية للمحاصرين. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن عملية الإنزال أسهمت في إنقاذ أعداد كبيرة من الأطفال والنساء والشيوخ، من المرضى والمصابين، وأن عددا من المستشفيات التي كانت قد أغلقت أبوابها خلال الفترة الماضية، لانعدام أسطوانات الأوكسجين، والأدوية، عادت وفتحت أبوابها مجددا لاستقبال المرضى والجرحى، بعد وصول المساعدات التي أرسلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. تعنت الميليشيات وصف ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز في بيان عملية الإنزال بأنها "عملية ناجحة، أتت في وقت حرج، كانت المدينة فيه أحوج ما تكون إلى تلك الأدوية. حيث مثل إغلاق المستشفيات خطرا داهما على حياة المرضى والجرحى". ورغم تحمل مواطني تعز مشقة حمل أنابيب الأوكسجين على ظهورهم، وقطع مسافات شاسعة، وسط الجبال والمرتفعات، إلا أن مسلحي الحوثي أوقفوا تلك الطريقة، وأقدموا على إفراغ الأنابيب من الأوكسجين. مما منع المستشفيات من إجراء عدد من العمليات الجراحية العاجلة، وتسبب ذلك بدوره في وفاة 25 من المرضى والأطفال حديثي الولادة. كسر الحصار في سياق متصل، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أمس، تمكنها من إيصال إمدادات طبية للمناطق التي تحاصرها جماعة الحوثي في مدينة تعز، وسط اليمن، وذلك بعد خمسة أشهر من المفاوضات. وقالت في بيان نشرته بصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "نحن ممتنون من تمكننا من إيصال المساعدات الطبية إلى المستشفيات الرئيسة في المنطقة المحاصرة في تعز". ولم تذكر المنظمة في تصريحاتها الجهة التي تفاوضت معها طوال الأشهر الخمسة الماضية، أو حجم المساعدات التي أدخلتها، بيد أن مصادر طبية يمنية قالت لوكالة الأناضول إن شاحنتي مساعدات من منظمة "أطباء بلا حدود" وصلت إلى المناطق المحاصرة.