أعلن مستشفى الثورة العام في تعز أمس، إغلاق أبوابه أمام كل المرضى والمصابين، بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية، نتيجة للحصار المشدد الذي تفرضه الميليشيات الحوثية المتمردة على كل مداخل المدينة، ورفضها السماح بإدخال الأدوية والمستلزمات التي تحاول العديد من المنظمات الدولية والهيئات المانحة إدخالها. وأعلن أطباء المستشفى عجزهم عن استقبال المصابين بعد فراغ مخزونات المستشفى من الأوكسجين والمواد الطبية الأساسية الأخرى، بسبب استمرار حصار ميليشيات الحوثي وصالح. وأشارت إدارة المستشفى في بيان إلى أنها حاولت كثيرا عدم اتخاذ هذا القرار، وسعت إلى الحصول على أسطوانات الأوكسجين التي تمكنها من أداء عملها، لا سيما في أقسام العناية المركزة والعمليات، إلا أن جهودها اصطدمت بتعنت حوثي كبير، حيث أصر المتمردون على منع دخول الأسطوانات، وحتى التي تمكن بعض أبناء المدينة من إدخالها سيطر عليها الانقلابيون وأفرغوها في الهواء.
التنديد بالحصار نفذ أطباء المستشفى وناشطون حقوقيون، وقفة احتجاجية تنديدا بالحصار المفروض من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على مداخل المدينة ومنع دخول الإمدادات الطبية. ورفعوا لافتات منددة بالحصار، الذي تسبب بإعلان المستشفى الأكبر إغلاق أبوابه أمام مئات الحالات الإنسانية. واتهموا المنظمات الدولية بخذلان أولئك المرضى، بسبب عدم التجاوب مع المناشدات التي أطلقوها خلال الفترة الماضية، وتحذيراتهم من استمرار تعنت الميليشيات ومصادرتها للأدوية. كما دعا الأطباء الذين حملوا أسطوانات فارغة إلى إنقاذ تعز، وممارسة ضغوط على الميليشيات المسلحة. وتطرقت الوقفة إلى حادثة وفاة طفل رضيع أول من أمس، نتيجة انعدام الأوكسجين في الحاضنات. كما عبرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ لعدم وصول المساعدات الطبية والإنسانية إلى مدينة تعز. مشيرة إلى أن حصار الحوثيين للمدينة هو السبب في تعثر توزيع الأدوية لكل المرافق الصحية، وهو الذي حرم السكان من الحصول على الرعاية اللازمة. وحملت الانقلابيين المسؤولية كاملة عما يجري.
اتهامات دولية اتهمت الأممالمتحدة في وقت سابق ميليشيات الحوثيين وقوات صالح بعرقلة تسليم إمدادات إنسانية لنحو مائتي ألف شخص يعيشون "في حصار فعلي بالمدينة". وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق إغاثات الطوارئ، ستيفن أوبراين في بيان إن مستشفيات تعز باتت مكتظة بالجرحى، وتواجه نقصا فادحا في الأطباء والممرضين والأدوية الأساسية والوقود. ودعا الانقلابيين إلى السماح فورا بدخول تلك المساعدات، مشيرا إلى أن استمرار الحصار، والاستمرار في منع دخول الأدوية المنقذة للحياة، والمستلزمات الطبية، يمثل انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان، ويرقى إلى كونه جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي. وأشار أوبراين إلى أن عددا من المنظمات الدولية استجابت للنداءات الإنسانية التي أطلقتها السلطات في مدينة تعز، وأرسلت عددا من الشاحنات المحملة بالأدوية والمعدات الطبية وأسطوانات الأوكسجين، إلا أن الشاحنات ظلت متوقفة أمام مداخل المدينة.