يشهد العالم حالياً حالة انهيار كبير لأسعار النفط، حيث قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن متوسط سعر سلة خامات المنظمة هبط إلى 25 دولارا للبرميل الخميس الماضي حتى قبل أن تتدفق الصادرات الإيرانية على الأسواق دون قيود. وكما هو الحال في كل مرة يرتفع أو ينخفض فيها سعر النفط الخام، يتسابق الخبراء للتنبؤ عما إذا كانت الحالة ستدوم أم أنها مجرد حالة مؤقتة. لا أحد بإمكانه أن يعرف، ولكن عندما يتأرجح المزاج المالي، يستنتج البعض أنه سيتأرجح أكثر قريباً. وتوقع (رويال بنك أوف سكوتلاند) الاستثماري الهولندي أن يصل سعر البرميل إلى 16 دولارا، ولم يوضح البنك الأسس التي استند إليها في تقديراته، لكن هناك أسباب قوية أقنعت العالم بأن قيمة النفط أقل من قبل بكثير. وعاودت أسعار خام القياس العالمي الهبوط أمس مع ترقب الأسواق لزيادة الإمدادات الإيرانية قبل الوقت المتوقع. وقالت أوبك إن سعر سلة الخامات التي تنتجها 13 دولة عضوا في المنظمة قدر بنحو 25.69 دولارا للبرميل الأربعاء الماضي. ويتوقع البعض حاليا مزيدا من الهبوط في أسعار النفط لتصل إلى نحو 25 دولارا للبرميل. وجرى تداول خام برنت بسعر 29.53 دولارا للبرميل أمس الساعة 10:23 بتوقيت جرينتش. وتضم سلة خام أوبك خام صحارى الجزائري وخام جيراسول من أنجولا وخام أورينت من الإكوادور وخام ميناس من إندونيسيا والخام الإيراني الثقيل وخام البصرة الخفيف وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف من نيجيريا والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام ميري من فنزويلا. موارد بديلة من ناحية العرض قال رويال بنك أوف سكوتلاند، هناك موارد طبيعية أخرى متوفرة يمكن أن تحل مكان النفط، أهمها الغاز، وهي موجودة بكميات أكبر مما كان أحد يتوقعها على الإطلاق منذ سنوات قليلة. أما من ناحية الطلب، تتطور الأمور بسرعة كبيرة، حيث إن هناك تباطؤاً كبيراً في الاقتصادات التي تعتمد على الموارد الطبيعية بكثافة، وعلى رأسها الاقتصاد الصيني، لذلك فإن الطلب على النفط سيكون أقل من قبل مع زيادة العرض. هل هذا إذًا شيء جيد أم سيئ؟ تقول صحيفة الجارديان البريطانية إنه من الناحية الاقتصادية، ينظر الغرب إلى انخفاض سعر النفط على أنه نعمة. وبالفعل فقد جاء ارتفاع أسعار النفط في كل مرة قبل الركود الاقتصادي في كل مرة عبر التاريخ، كما حدث في 1973، 1979-80، و1990. لكن هبوط أسعار النفط يمكن أن يكون نتيجة أيضاً، وليس فقط سبباً في الضعف الاقتصادي، كما حدث في 2008، حين كان هبوط سعر النفط أحد أعراض الكساد الاقتصادي الكبير. التباطؤ الاقتصادي أضافت الجارديان أن أفضل ما يمكن قوله عن انخفاض أسعار النفط حالياً هو أن التباطؤ الاقتصادي العالمي يمكن أن يكون أشد حدة بدونه.