لم تكد تمر أشهر معدودة على انتهاء العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية حتى أخذت مجموعات من المتسولين تتسرب ثانية إلى محافظات وقرى عسير متخذة من الإشارات والمساجد والأسواق مكانا للتسول. في هذا الصدد يقول المواطن مشبب بن عبدالله القحطاني: إننا شعب عاطفي، فعلى مدى سنوات خلت لم تخل إشارة واحدة أو مسجد أو جهاز صراف آلي من متسول أو متسولة غالبيتهم من مجهولي الهوية، وتزايدت أعدادهم وتنوعت أساليبهم عطفاً على الدعم الذي يجدونه من أبناء الشعب السعودي، فهناك من يمدهم بالمال وهناك من يمدهم بالكساء وآخرون يمدونهم بالمأكل في ظل غياب واضح لمصير تلك الأموال. ويشير القحطاني إلى أنه لاحظ انعدام المتسولين إبان العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية ولكن بمجرد انتهائها عادوا ثانية بطريقة ملفتة للنظر ولاسيما أن كل متسول ومجهول يشيع الأخبار بين بني جلدته بالحصول على المال والعاطفة مما تسبب في تزايدهم ولكن ذلك كان على حساب أمننا. أما المواطن صالح بن محمد آل مصلح من قرى بني بشر التابعة لمحافظة سراة عبيدة، فأشار إلى أنه رغم تعليماته لأبنائه بعدم فتح باب المنزل لأي أحد، وعدم تقديم الطعام أو المال أو الكساء للمتسولين والمجهولين، إلا أن هناك للأسف بعض الأهالي يعطون المال لهذه الفئة مما تسبب في زيادتهم، مضيفا أنه بإمكان المواطن السعودي توجيه ما لديه من صدقات وزكوات للجهات الخيرية الرسمية أو تقديمها للمتعففين من الأسر السعودية المعروفة وتجنب دفع الأموال للجهات والأفراد المشبوهين. وأكد نائب درامة بني بشر الشيخ محمد بن سعيد آل مساعد أن أهل القرية أبرموا اتفاقاً بينهم يتضمن الإبلاغ فورا عن كل مجهول أو متسول أو متسلل بصرف النظر عن قصده ووضعه فضلا عن عدم مد المال له، مشيرا إلى أن تلك الخطوة من شأنها أن تسهم في القضاء على المتسللين والمجهولين الذين لا يؤمن شرهم، لافتا إلى أن تكاتف أهل القرى بالإبلاغ عن المتسولين والمجهولين وعدم إمدادهم بالمال كفيل بدحضهم. ويربط المواطن علي بن سعيد آل درويش من أهالي محافظة سراة عبيدة بين صناديق جمع الأموال التي كانت تكتظ بها المساجد والأسواق والمجمعات التجارية وبين الأموال التي تصرف للمتسولين معتبرا أن الصناديق سابقا كانت تكتظ بأموال المتبرعين لجهات غير معلومة إلى أن صدرت التوجيهات بمنعها، فيما أكد أن الأموال التي يصرفها البعض لمتسولي الإشارات أو لتشغيل مجهول بأجر زهيد هي كذلك مجهولة المصير وقد تنعكس سلباً على أمن الوطن، وأكد آل درويش على ضرورة وقوف المواطنين صفاً واحداً ضد من يهدد أمن الوطن باعتبار المواطن هو رجل الأمن الأول. ويقول المواطن مسفر بن سعيد البشري: إن زمن العاطفة انتهى ولابد من أن يقف المواطن وقفة تأمل مع نفسه عندما يهم بتشغيل مجهول أو إيوائه أو تقديم المال له إذ إن ذلك مدعاة لتمكين ضعاف النفوس من التهافت على أرض الوطن ومن ثم محاولة النيل من أمنه وبالتالي فإن الحاجة ماسة لاسيما في ظل هذه الأحداث، وعلى المواطنين أن يقفوا صفاً واحداً ضد المتسللين والمجهولين وأن نحيد جانب العاطفة في هذه الظروف وأن تكون بالفعل درسا لكل من يهمه أمن الوطن، مطالباً بوضع عقوبات صارمة ومشددة على أولئك الذين يقومون على تهريب المجهولين وإدخالهم إلى أرض الوطن واصفاً إياهم "بالخونة". من جهته، أكد محافظ ظهران الجنوب محمد بن حمود النايف ل"الوطن" خلو محافظة ظهران الجنوب من أي مجهول أو متسول، لافتا إلى أنه تم وضع خطة محكمة اشتركت فيها الإدارات الحكومية ونواب ومشايخ القرى وأئمة المساجد، تتضمن الإبلاغ وضبط كل مجهول حتى أصبحت المحافظة خالية من تلك الفئات، مشيرا إلى أن دخول أي فرد للمحافظة ليس من السهل وسيجد من يردعه ويضبطه. إلى ذلك.. أشار الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير العقيد عبدالله بن عائض القرني إلى أن رجال الأمن يقومون بحملات تفتيشية لضبط المجهولين وذلك بالتعاون مع جهات حكومية أخرى، مؤكدا أن انتشار أعداد المتسولين في المنطقة يعود إلى عاطفة المواطنين الزائدة حيث يجب أن تصرف الأموال للجهات الخيرية المعتمدة، وليس لكل من هب ودب.