عام 1979، وهو بداية الثورة الإيرانية، كنت طالبا في المرحلة المتوسطة، وعبر وسائل الإعلام سمعت بظهور "الخميني" وعودته من فرنسا، وبأنه سيقضي على إسرائيل ويدمر الغرب ويعيد للإسلام مجده وهيبته، وكنت ساعتها لا أعرف السياسة ولا أعرف المذاهب ولا أعرف إلا حدود قريتي وما يدور فيها، وأقصى مساحة جغرافية أصل إليها هي محافظة "خميس مشيط"، وعندما كنت في تلك المدينة الصغيرة في ذلك الوقت، كان مذياع سيارتي ينقل أحداث الثورة الإيرانية؛ وسمعت المذيع يقول: "قامت مظاهرات عدة في كثير من المدن السعودية ضد الدولة"، وذكر من تلك المدن "خميس مشيط" فذهلت؛ لأن مساحة المدينة كلها أمام عيني، ولم أشاهد متظاهرا واحدا، فتيقنت وقتها أن تلك الثورة كاذبة، وأنها لا تمت إلى الإسلام بصلة، وأنها ثورة خطط لها الغرب والصهيونية بأيد محسوبة على الإسلام؛ لتمزيق بلاد المسلمين، خصوصا دول العرب القائمة والمستقرة حينها. إن العاقل يستغرب من بعض العرب الذين يمجدون تلك الثورة، ويرفعون راياتها في دولهم، وزعماء تلك الثورة يقولون: "إن العرب أعداء وبرابرة وهمج"، فكيف يفهم أولئك العرب تلك الشعارات ويرفعون راياتها؟! همسة، من قال: "إن الخميني وإيران أعداء للغرب وإسرائيل"؛ فهو قاصر عقليا ولا يفهم شيئا، فقد أثبت الغرب الذي جاء ب"الخميني" على الطائرة المزينة بالورود؛ بأنه شريك لتك الثورة في تمزيق الدول العربية والمسلمين، وليس ما يحصل الآن في الدول العربية؛ إلا مصداق لذلك.