عانت أسواق المال العالمية لليوم الثالث أمس الاضطرابات في العام الجديد بعد أن أدت مخاوف جديدة على صحة الاقتصاد الصيني وتصاعد حدة التوتر بين السعودية وإيران، إلى هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 10 سنوات. قلق الأسواق انخفض سعر برميل نفط برنت بنسبة 5 %، حيث وصل إلى 34 دولارا. وهبطت أسعار الأسهم أيضا، حيث انخفض مؤشر فوتسي (FTSE 100) في لندن بمقدار 64 نقطة ليصل إلى 6.073، وهبط مؤشر داو جونز في نيويورك إلى أقل من 17.000 في بداية التداولات. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الانخفاض الجديد في سعر النفط بدأ في شرق آسيا، حيث أدى قرار الصين بتخفيض سعر عملتها، اليوان، إلى قلق الأسواق المالية من أن أداء الاقتصاد الصيني ليس بالقوة التي ذكرتها الإحصاءات الرسمية. أسعار الأسهم بعد ذلك استمر البيع في أوروبا مع قناعة تجار النفط بأن التوتر بين السعودية وإيران سيمنع منظمة أوبك من الاتفاق على تخفيض الإنتاج بهدف استقرار الأسعار، واستمر الانحدار في أميركا بعد أنباء عن ارتفاع مخزون النفط في الولاياتالمتحدة بنسبة 10 % خلال الأسبوع الماضي، ويتوقع المحللون أن سعر النفط قد يستمر في الهبوط ليصل إلى 30 دولارا للبرميل الواحد. وأظهرت الأرقام الجديدة أن قطاع الخدمات في الصين ينمو بأدنى معدلاته منذ 17 شهرا، بينما أدى ضعف بيانات التصنيع للشهر الخامس على التوالي إلى انخفاض أسعار الأسهم بنسبة 7 % في شنغهاي الإثنين الماضي. لكن السوق استقر بعد أن أوقفت الصين مؤقتا التعامل بالأسهم ومن ثم دخلت السوق لشراء الأسهم. ويقول بعض المحللين إن معدل النمو في الصين حاليا هو 2.4 % سنويا بدلا من 6.9 %، حسب الإحصاءات الرسمية، وهم يتوقعون أن يكون رد الصين بالسماح بتخيفض سعر اليوان أكثر لتعزيز الصادرات، وبتخفيض سعر الفائدة من 4.35 % وصولا إلى صفر بالمئة بحلول نهاية عام 2017. وقد زاد التقارب بين الغرب وإيران احتمال زيادة صادرات النفط الإيرانية بشكل كبير، إضافة إلى قيام العراق ودول أخرى بزيادة إنتاجها أخيرا. هذا أثر على أسعار النفط إضافة إلى التوتر المتصاعد بين السعودية وإيران حاليا ومن الهجمات الإرهابية على خزانات النفط في ليبيا.