وصف باحث سعودي في سياق دراسة تحليلية حديثة السياسة الإيرانية في المنطقة العربية، بأنها سياسة "هجومية توسعية تحركها روح قومية فارسية وتغذيها بنزعة طائفية صفوية متطرفة". وشددت الدراسة على أن التمدد الإيراني لم يقتصر علي منطقة الخليج فقط، كما هو الصراع التقليدي التاريخي بين ايران ودول الخليج العربي، بل تعدى ذلك بكثير حيث بدأت تتغلغل السياسة الإيرانية في كثير من الدول العربية، واستخدام هذا النفوذ كأوراق مساومة لصالح إيران مما شكل تهديدا بالغا للأمن القومي العربي. ولفت الباحث أنس القزلان في أطروحة ماجستير 2015 بكلية العلوم الاستراتيجية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بعنوان "تحليل إستراتيجي للسياسة الإيرانية في المنطقة العربية"، إلى وجود عمق مكشوف تعاني منه إيران، يجب استغلاله لصالح العرب كورقة الأقليات والأثنيات، وصراع الدين والدولة بين الإيرانين أنفسهم وغيرها. مشكلة وأهداف الدراسة تتمثل مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي: ما التحليل الإستراتيجي للسياسة الإيرانية في المنطقة العربية؟ وتهدف الدراسة إلى تبيان عوامل ومرتكزات السياسة الإيرانية في المنطقة العربية كالمرتكز القومي التاريخي والمرتكز الطائفي المذهبي، ومرتكز الإرادة السياسية والقوة العسكرية لإيران، والتعرف علي مدى استغلال إيران للصراع المذهبي وتوجيهه لصالح إستراتيجيتها في المنطقة العربية، وتأثير العامل القومي في ذلك، وإبراز أهم توجهات السياسة الإيرانية تجاه المنطقة العربية في الوقت الراهن، والوقوف علي الدور الخارجي وخاصة للولايات المتحدة الأميركية في التأثير على العلاقات العربية- الإيرانية خاصة في ضوء التقارب الأخير في ظل مفاوضات الملف النووي الإيراني لما يخدم مصالحها في المنطقة. حدود الدراسة ومنهجها المنطقة الجغرافية التي تقوم عليها إيران والدول العربية. أما بالنسبة لمنهج الدراسة وأدواتها، فقد استخدم الباحث الطريقة التاريخية، والطريقة الوصفية التحليلية لفهم الجذور التاريخية للعلاقات بين الطرفين وتوصيفها وتحليلها. واعتمد الباحث على أسلوب تحليل المضمون، والمقابلة الشخصية والسيناريو، وأسلوب الملاحظة لمواكبة الأحداث المعاصرة والمتسارعة. أهم النتائج 1. السياسة الإيرانية في المنطقة العربية هجومية توسعية تحركها روح قومية فارسية وتغذيها بنزعة طائفية صفوية متطرفة. 2. عدم اقتصار التمدد الإيراني على منطقة الخليج فقط، كما هو الصراع التقليدي التاريخي بين إيران ودول الخليج العربي 3. وجود حالة من الضعف والغياب العربي شبه التام مما ولد فراغا عربيا تستغله إيران.
أهم التوصيات 1. على الدول العربية إعادة صياغة أدوارها ومواقفها في المنطقة، والوصول إلى رؤية شاملة موحدة تخدم القضايا العربية. 2. على الرغم من الفراغ العربي إلا أن هناك بالمقابل عمقا مكشوفا أوسع منه تعانيه إيران، يجب استغلاله لصالح العرب كورقة الأقليات والإثنيات 3. جعل المواطنة أساس العلاقة بين المواطن والدولة في الدول العربية دون النظر إلى الانتماءات الأخرى.