فقدت الرضيعة أريام "8 أشهر" حياتها، بسبب إهمال القائمين على أمر الإخلاء الطبي في مستشفى شرورة العام، بعد أن نقلت إلى مدينة نجران بدون أسطوانات أوكسجين كافية لإيصالها إلى مستشفى الأطفال. وفي الوقت الذي فتح مستشفى شرورة تحقيقا في الحادثة لمعرفة تفاصيلها ومعرفة المتسبب، طالبت عائلة الطفلة عبر "الوطن"، بلجنة وزارية للتحقيق في الإهمال الذي حدث من المسؤولين في هذه المنشأة الصحية. مشكلة في التنفس يسرد عون رامس الصيعري، والد أريام، تفاصيل مرض ابنته قائلا: في تمام الساعة 10.30 من مساء الأربعاء الماضي ذهبت بابنتي إلى طوارئ مستشفى شرورة العام وهي تعاني ضيقا في التنفس، وكشف عليها الطبيب المناوب وصرف لها قطرة أنف ثم أمر بخروجها دون أن يجري أي فحوصات، ولكن الحالة ساءت بشكل أكبر ثم أعدتها إلى الطوارئ في الواحدة من صباح الخميس، وأجريت لها التحاليل والفحوصات اللازمة. وأضاف: "بعد الفحوصات أخبرني الطبيب بأن حجم قلب الطفلة كبير دون أن يبدي أي شرح لهذا التشخيص، وتم تنويمها في الطوارئ حتى الساعة ال10 صباحا، وأثناء ذلك حاولوا حقنها بإبرة لتركيب مغذية ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الوريد، ثم حلقوا شعرها ووضعوا المغذية في رأسها، وبعدها بساعة تقريبا توقف قلبها وباشروا بإنعاشها فعاد النبض إليها، ثم أدخلت العناية المركزة في تمام الساعة ال11.30 من صباح الخميس وطلب الطبيب أن تنقل على وجه السرعة إلى نجران".
أكسجين غير كاف يواصل الأب سرد قصة وفاة رضيعته قائلا "جلبوا لها حاضنة واتضح أن الأسطوانات لا يوجد فيها أكسجين فاستبدلوها بأخرى وهذه المرة كانت معها أسطوانة واحدة، وفي تمام الساعة ال1.30 ظهرا، وقبل إدخالها في الحاضنة المتوجهة إلى نجران، أجروا لها أشعة ثانية واتضحت لهم مشكلة أخرى هي تضخم بالقلب وتسرب حليب في جزء من الرئة، وذلك في الساعة ال2.00 بعد الظهر. وفي الساعة ال2.45 نقلت عبر سيارة إسعاف ورفضوا أن يركب معها أي أحد من أقربائها وقبل مركز الخضراء ب40 كيلومترا اتضح لهم أن الأكسجين لن يكفي للوصول بها إلى نجران، فتوجهوا إلى مستشفى خباش للاستعانة به وقبل خباش ب20 كيلومترا توفيت الطفلة بعد نفاد الأكسجين، ولم تنفع محاولات إنعاشها عندما وصلوا إلى مستشفى خباش الذي رفض تسلم الطفلة لأنها توفيت قبل وصولها إليه". إثباتات بالفيديو يؤكد عم الطفلة أريام ل"الوطن" أنها نقلت بعد ذلك وهي متوفاة إلى مستشفى شرورة مرة أخرى، وهناك كان في استقبالهم نائب مدير مستشفي شرورة العام حمد الصيعري والمدير الطبي الدكتور عبدالرحمن شاهين وعدد من الأطباء وتم التناقش مع سائق الإسعاف والطبيبة والممرضة، وأوضحوا جميعهم أن الأكسجين نفد قبل الوصول إلى مستشفي خباش ب20 كيلومتر تقريبا، مشيرا إلى أن هذه الاعترافات موثقة بالصور وبالفيديو وموجودة لديه وسيظهرها لمن يرغب في ذلك وقت ما تدعو الحاجة، وبين أن الرضيعة أدخلت ثلاجة المستشفى ورفض الأب تسلمها حتى تشكل لجنة من وزارة الصحة لمعرفة المتسبب في ذلك. وأضاف: "أحمل مستشفى شرورة كامل المسؤولية بسبب التقصير والإهمال اللذين تسببا في قتل نفس بريئة، ولن نتسلم الجثمان حتى تحقق وزارة الصحة في القضية وتحاسب من تسببوا في وفاتها". لجنة تحقيق بعد وصول الرضيعة متوفاة إلى مستشفى شرورة، أكد مصدر ل"الوطن" أنه شكلت لجنة من المدير الطبي والمتابعة وبعض مديري الأقسام من الأطباء وبدأ التحقيق مع التمريض والمشرفة التي أشرفت على الإسعاف قبل التحرك من مستشفي شرورة العام. وتواصلت الصحيفة مع المتحدث الرسمي بالشؤون الصحية بمنطقة نجران معروف الشاهر ورد بالقول: "وصلني الفاكس من قبلكم للإفادة عن قضية وفاة الطفلة أريام، حيث أحيلت إلى الجهة المختصة وسنوافيكم بالرد في أقرب وقت".