تزايدت الخلافات في الفترة الأخيرة بين طرفي الانقلاب في اليمن، ميليشيات الحوثيين وفلول المخلوع صالح، ووصلت حد المجاهرة، بعد أن كانت قيادات في الجانبين تحاول إخفاء تلك الخلافات ونفي وقوعها، إلا أن ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة من خلافات وصلت حد الشتائم بين عناصر الجماعة المتمردة، وأتباع المخلوع، يؤكد أن الخلاف وصل مرحلة بعيدة، لن تنفع معها محاولات النفي الفاشلة. وقبل أيام قلائل وجه القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، وأحد أعضاء وفد التمرد إلى مفاوضات سويسرا الأخيرة، عادل الشجاع، اتهامات صريحة لزعيم التمرد عبدالملك الحوثي، بالتورط شخصيا في قضايا الفساد، ونهب أموال البلاد، وغض الطرف عما يمارسه أتباعه من تجاوزات، قائلا إن عناصر التمرد "تسببوا في تقويض حياة اليمنيين وتحويلهم إلى مسوخ غير قادرين على الاستمرار في الحياة. واستغلوا الدين لتجريع الشعب اليمني مرارة الظلم ومصادرة حقوقه". بذاءة وألفاظ نابية كما خاطب زعيم التمرد قائلا: "اكتشفنا أنك الوجه الآخر للعدو، تتاجر بشرفنا وكرامتنا. فهل سيصحو ضميرك لمرة واحدة حتى يكون الدين جزءا من سلوكك وليس وسيلة لاستغلالنا؟". في المقابل، رد القيادي الحوثي أسامة ساري على الشجاع، ووصفه بالمنافق والكذاب، قائلا: "أيها المنافق الكذاب، إذا كنت قد اعترفت في وقت سابق بأن مؤسسات الدولة أفلست قبل 2014، فمن أين لمن تسميهم الحوثيين أموال دولة كي ينهبوها ؟". كما اتهمه بالإلحاد وقال "أنت لا تقر بالدين من الأساس إلا حين يواجهك الإحراج أمام المجتمع فتبرز لهم بعض ما تحاول به إثبات هوية الانتماء للدين"، إضافة إلى العديد من الأوصاف والألفاظ النابية.
خلافات داخلية بعد أن كانت الخلافات محصورة بين طرفي الانقلاب، أكد مراقبون أن هناك صراعا شرسا على السلطة يتزايد وسط جماعة الحوثيين وفي داخلها، مشيرين إلى أن مواجهة شرسة تدور في الوقت الحالي بين عبدالكريم الحوثي، شقيق زعيم التمرد، والقيادي العسكري، أبوعلي الحاكم، وأن الأخير رفض تنفيذ العديد من التوجيهات التي أصدرها الحوثي، مشيرا إلى أنه لا يعدو "شقيق عبدالملك"، وليست له صفة اعتبارية، حسب قوله". وأضاف المراقبون أن الحاكم يقود تيارا داخل الجماعة، يرفض أوامر عبدالملك التي تأتي عن طريق شقيقه عبدالكريم. وتابع المصدر: إن مواجهات مسلحة وقعت قبل أيام في محافظة صعدة، بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، بين عناصر عبدالملك الحوثي من جهة، وعناصر عمه محمد، من جهة أخرى. وأشار المراقبون إلى أن هذه الخلافات تصب جميعها في صالح المقاومة الشعبية، وأنها سوف تسرع من عمليات استعادة العاصمة صنعاء، وبقية مدن ومحافظات اليمن.