يحفل العام المقبل بجدول أعمال صاخب، في العام الأخير من ولاية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حيث تنعقد مجموعة من القمم العالمية المهمة، منها اثنتان في الولاياتالمتحدة، رصدها المحلل السياسي ستيورت باتريك، على موقع مجلس العلاقات الخارجية الأميركي. وحسب باتريك، تنعقد قمة "الأمن النووي" بواشنطن، في 31 مارس وأول إبريل، وتمثل هذه القمة التي تعقد كل سنتين أهمية خاصة بالنسبة للعالم، لسد الفجوة في نظام منع الانتشار النووي، وضبط حالة التسيب لأسلحة الدمار الشامل، التي يمكن أن تقع في أيدي الجماعات الإرهابية أو الدول المارقة، وبالنسبة للولايات المتحدة فإن هذه القمة تشكل أهمية خاصة لتعزيز"إرث أوباما"، بعد الاتفاق النووي مع إيران، في العمل مع الشركاء الدوليين لإعطاء هذا التوجه في تحجيم وضبط إيقاع السباق النووي مكانة دولية مؤسسية دائمة، عن طريق نقل المهمة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي الفترة ما بين 19 و21 إبريل، تعقد جلسة خاصة بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول مشكلة المخدرات، التي تأتي في وقت يشعر العالم بخيبة أمل بالنسبة لهذه المشكلة، لاسيما وأن معظم الحكومات خاصة في أميركا الجنوبية وأوروبا، فشلت في تطبيق استراتيجيات التجريم والحد من أضرار المخدرات وأخطارها. مأساة إنسانية تستضيف مدينة إسطنبول التركية، خلال الفترة من 23 إلى 24 مايو القادم، القمة العالمية "الإنسانية" وهو العنوان المؤقت الذي توافقت عليه الدول الأعضاء بالأممالمتحدة، لمناقشة أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تتجسد في نزوح أكثر من 60 مليون شخص من بلدانهم بسبب النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية بما يفوق قدرات الأممالمتحدة، والجمعيات الخيرية لغوث اللاجئين. وإذا كانت سورية تمثل مركز الزلزل الذي شكل اختبارا للتضامن الإنساني، خاصة لدول الاتحاد الأوروبي، فإن ملايين النازحين الآخرين من العراق وجنوب السودان، واليمن، ونيجيريا، ومالي، وغيرها من المناطق الساخنة، كشفوا عن النقص الكبير في المساعدات الإنسانية، وحسب تقديرات الأممالمتحدة فإن المطلوب حاليا هو 20 مليار دولار، وخمسة أضعاف هذا المبلغ قبل مرورعقد من الزمن. في قمة إسطنبول، تسعى الدول الأعضاء بالأممالمتحدة للالتزام بمبادئ اللجوء، في اتفاقية اللاجئين لعام 1951، مع حشد الجهات المانحة غير التقليدية، بما في ذلك دول الخليج والصين، لتقديم المساعدات المالية، وربط المساعدات الإنسانية بجهود التنمية. وسوف يتم التحقق من نتائج هذه القمة، في قمة أخرى عن اللاجئين يعتزم الرئيس أوباما استضافتها في سبتمبر المقبل بنيويورك، قبل مغادرة البيت الأبيض.
كبح الطموح يجتمع قادة السوق المتقدمة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، في قمة مجموعة السبعة الكبار، وذلك خلال الفترة من 26 إلى 27 مايو في منتجع جزيرة شيما اليابانية، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وفي القلب منها تعزيز المبادي التي يقوم عليها السوق الحر، والنظام الدولي المفتوح الذي بدأ عام 1945، تحت قيادة الولاياتالمتحدة، ويواجه هذا النظام أكبر اختبار حاليا من روسياوالصين، حيث عُلِّقت عضوية روسيا في مجموعة الكبار الثمانية، للسنة الثالثة، ولأجل غير مسمى منذ غزوها شبه جزيرة القرم، كما أن هذه القمة تمثل فرصة لأن يرسل رئيس الوزراء الياباني رسالة مماثلة للصين، من أجل كبح جماح طموحاتها الإقليمية. وبعد ثلاثة أشهر فقط من قمة شيما باليابان، يلتقي قادة السبع الكبار مرة أخرى في قمة مجموعة العشرين، بمدينة هانجتشو بالصين في الفترة بين 4 و 5 سبتمبر. وتأتي أهمية هذه القمة من الجاذبية الاقتصادية باتجاه آسيا، حيث تسعى الصين لإعادة تنشيط دورها العالمي، إلى جانب موضوعات أخرى تتعلق بالتكامل التجاري الإقليمي.
صحة كوكب الأرض تنعقد قمة "كيوتو" حول السكان والتنمية الحضرية المستدامة للمرة الثالثة منذ أربعين عاما، وذلك خلال الفترة من 17 إلى 20 أكتوبر القادم، وقد تكون هذه القمة هي الأكثر أهمية بالنسبة للعالم وصحة كوكب الأرض، لاسيما أن 37.9 %من سكان العالم كانوا يعيشون فى المدن، وارتفعت هذه النسبة حاليا إلى 54.5 %، مما أدى إلى كل أسباب التلوث البيئي والغازات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري لكوكب الأرض. ويسعى مؤتمر "كيوتو" هذا العام لتعزيز الحضرنة والتحالف بين سكان المدن في العالم لحماية كوكب الأرض ومشكلة تغير المناخ. وفي مراكش بالمغرب تعقد خلال الفترة من 7 – 18 نوفمبر القادم قمة تناقش الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، حيث سيتم متابعة ما اتخذ من قرارات في قمة باريس ديسمبر 2015 لا سيما ما قدمته الصين من وعود طموحة وما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية من نتائج قد تحدد مصير الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ في المستقبل.