أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أنّ "التجارب المرّة الماضية علّمتنا أن نشدّد في كل مناسبة على تعزيز مسيرة السلم الأهلي بهدوء وتلاق وحوار، حيث هي وحدها التي تحمي الوطن وتصون مؤسّساته وتعطي المواطن الطمأنينة والاستقرار". وقال الحريري، أثناء رعايته في السراي الحكومي حفل توقيع اتفاقيّة المصالحة والعودة في بلدات في جبل لبنان أمس إنه " كان لرئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الحرص والعناية والاهتمام مع وليد جنبلاط وغبطة البطريرك صفير وكل الحكومات المتعاقبة ومجلس النوّاب، وهذا الاهتمام لا يزال قائماً كمدخل لإحلال جوّ التسامح والتآخي الذي توافق الجميع على صونه وترسيخه بدءاً باتفاق الطائف وما تبعه من خطوات نستكملها اليوم مع السعي لتأمين الاعتمادات اللازمة لها كما ورد وتوافقنا عليه في البيان الوزاري كأولويّة من أولويّات الناس وكي لا يبقى أي مهجّر خارج أرضه وملكه". ومن جهته رأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أنه إذا كانت المعارضة تعتبر قضية شهود الزور ستسبب فتنة في لبنان فإن "سلاح حزب الله، بالنسبة لنا أكبر مسبب للفتنة، كما حدث في 7 أيار وفي أحداث برج أبي حيدر، فلنحول هذه الأحداث إلى المجلس العدلي قبل أن نحول جرما لم يحصل". ووسط الجدل الدائر حول تقرير وزير العدل إبراهيم نجار عن شهود الزور قال الأخير إن التقرير الذي أعده عن شهود الزور قانوني بحت ولم تتدخل فيه السياسة، لافتا إلى أن موضوع إحالة التقرير إلى المجلس العدلي يعود إلى مجلس الوزراء معلنا أنه سيوافق على القرار الذي تتخذه الحكومة بهذا الشأن. إلى ذلك حذر ناشطون وسياسيون أمس من أن تشكل زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المقررة اليوم وغدا "تدخلا في شؤون لبنان" ومحاولة "لتغليب فئة على أخرى". ووقع حوالي 250 سياسيا وناشطا وإعلاميا ومهنيا "رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية" ستنشر تزامنا مع وصول أحمدي نجاد إلى بيروت. وجاء في نص الرسالة "أول ما نصارحكم به هو أن فريقا من اللبنانيين يستقوي بكم منذ مدة طويلة على الفريق الآخر وعلى الدولة". وتوجهت إلى الرئيس الإيراني بالقول "نتوقع أن نسمع منكم عروضا بتسليح دولتنا، لكننا نقول إن دعمكم الدولة اللبنانية، مع استمراركم في تزويد فريق داخلي بالمال والسلاح، سيكون كعمل من يعطي بيد ويفسد عطاءه باليد الأخرى!". كما انتقدت تصريحات لأحمدي نجاد حول "تغيير وجه المنطقة انطلاقا من لبنان"، و"هزيمة الولاياتالمتحدة على أرض لبنان"، و"إزالة دولة إسرائيل بقوة المقاومة الإسلامية في لبنان"، معتبرة أن هذا الكلام يظهر الزيارة "وكأنها زيارة قائد أعلى لخطوط جبهته الأمامية". وعبر الموقعون عن خشيتهم من نشوء "مسألة شيعية" في لبنان والشرق الأوسط "جراء نزوعكم (الرئيس الإيراني) إلى وضع اليد على المكون الشيعي في بعض البلدان العربية ومن بينها لبنان". ومن أبرز الموقعين على الرسالة النواب السابقون فارس سعيد وإلياس عطا الله وسمير فرنجية المنتمون إلى قوى 14 آذار.