شددت المقاومة الشعبية في مدينة تعز، مدعومة بعناصر الجيش الموالي للشرعية، وبإسناد قوي وفرته طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، من حصارها لقوات التمرد الحوثي وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في محيط القصر الجمهوري الذي يعد أحد آخر المواقع التي توجد فيها الميليشيات. وقالت مصادر في المقاومة إن الثوار سيطروا على عدد من التلال الاستراتيجية التي تطل على المدينة من ناحية الغرب، في حين دارت اشتباكات عنيفة حول القصر الجمهوري، مضيفة أن معظم التلال الإستراتيجية والمرتفعات صارت في أيدي عناصر المقاومة الشعبية. مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة دارت أمس في محيط مبنى كلية الطب، قرب القصر الجمهوري في الناحية الجنوبية الشرقية لتعز، كما وقعت مواجهات مماثلة في شارع الأربعين بالمدينة، وأقرت المقاومة بمقتل خمسة من عناصرها وإصابة آخرين في تلك المواجهات، بينما سقط 38 متمردا وأصيب 40 آخرون. غارات مكثفة بدوره، قال المركز الإعلامي للمقاومة إن طائرات التحالف استهدفت أمس مواقع للمتمردين في مدينة تعز، وتصدت لمحاولاتهم التقدم نحو مواقع الثوار، حيث شنت غارات عنيفة استهدفت مواقعهم، وأشار شهود عيان إلى أن الغارات المكثفة أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات وسط الإرهابيين، كما دمرت بعض الآليات العسكرية التي كانوا يستقلونها، مشيرة إلى أن أصوات انفجارات مدوية سمعت في محيط المكان. في غضون ذلك، واصل الحوثيون وحلفاؤهم قصف مواقع استولت عليها المقاومة في الأيام الماضية مثل قلعة القاهرة، وتسبب القصف اليوم في مقتل مدنيين اثنين، بعدما تسبب خلال الأيام الماضية في مقتل العشرات. وتسعى المقاومة إلى بسط سيطرتها على الجيوب التي تتمركز فيها القوات المتمردة، إلا أنها لا تزال تواجه قوة كبيرة من الحوثيين الذين استدعوا تعزيزات إضافية إلى معسكراتهم حول تعز. محاولات فاشلة في إطار متصل، أفشلت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده المملكة محاولة بعض قوات الانقلابيين إعادة التوغل نحو محافظة شبوة، وقال المركز الإعلامي إن أرتالا تابعة لميليشيات الحوثي وفلول الرئيس المخلوع صالح حاولت الدخول إلى منطقة بيحان في شبوة، إلا أن الطائرات كانت لهم بالمرصاد وفتحت عليهم نيرانها، ما أدى إلى تشتت الانقلابيين، الذين خسروا 22 قتيلا وعشرات الجرحى، إضافة إلى تدمير آلياتهم. وكانت عناصر الميليشيات قد حاولت أيضا خلال الفترة السابقة التوغل نحو مناطق أخرى في محافظة لحج التي استعادها الثوار، كما حاولوا نفس الأمر في مناطق خسروها أخيرا في محافظات البيضاء، وذمار، وإب. وتتأهب المقاومة الشعبية إلى طرد المتمردين من محافظة مأرب الغنية بالنفط، وفي هذا الإطار دخلت أرتال ضخمة تضم نحو 100 آلية وجنودا يمنيين تلقوا تدريبات عسكرية متقدمة لدعم عناصر المقاومة. وأشار محافظ مأرب، سلطان العرادة إلى أن المقاومة في مأرب لديها ما يكفي من الرجال الجاهزين للقتال دفاعا عن محافظتهم، وإنهم بحاجة فقط للسلاح والعتاد، لطرد جحافل التمرد من محافظتهم بصورة نهائية.