أعلن وزيرا خارجية فرنسا برنارد كوشنير وإسبانيا ميجيل موراتينوس تلقيهما الضوء الأخضر من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لمواصلة دورهما في محاولة دفع العملية السلمية، مشيرين إلى أنهما سيلتقيان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الخميس المقبل لتنسيق المواقف. ولم يشأ كوشنير أن يرد على تهجمات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان على أوروبا بدعوته لأوروبا ب "تسوية مشاكلها أولا قبل أن تسدي النصائح لإسرائيل حول كيفية حل مشاكل الشرق الأوسط". وقال في مؤتمر صحفي في مقر القنصلية الفرنسية في القدس أمس "كانت لدينا مشاكل في أوروبا وتم حلها". وقال وزير الخارجية الإسباني موراتينوس "أعطانا نتنياهو الضوء الأخضر لمواصلة عملنا وكان إيجابيا في عرض الملفات أمامنا"، فيما قال كوشنير "دور أوروبا مرغوب من قبل نتنياهو وطلب منا المساعدة وبطبيعة الحال فإن الفلسطينيين يطالبون دائما بدور أوروبي". وكان كوشنير وموراتينوس يتحدثان في مؤتمر صحفي مشترك بعد لقاء في مقر القنصلية الفرنسية في القدس مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، في لقاء أكدت مصادر دبلوماسية أنه أزعج الإسرائيليين خاصة أنها المرة الأولى التي يلتقي فيها فياض مع وزيرين بهذا المستوى في مقر القنصلية الفرنسية. وأكد كوشنير "هناك مبادرات فرنسية وأوروبية تتبلور حاليا لدفع العملية السلمية "، مبينا أن "قرار لجنة المتابعة لمبادرة السلام العريية في ليبيا أعطى فرصة للعمل مع الأمريكيين وسنحاول أن نقوم بكل ما في وسعنا من أجل المساعدة". وبدوره نوه وزير الخارجية الإسباني إلى المبادرات الجاري البحث فيها، وقال "هناك لقاء باريس الذي لم يتفق نهائيا على موعده بعد ولقاء برشلونه في نوفمبر المقبل، ثم مؤتمر باريس لمساعدة الدولة الفلسطينية المستقبلية". وقال "فرنسا أخذت المبادرة لعقد مؤتمر جديد للمانحين، وفي نفس الوقت تحضير مبادرتين أخريين". ودافع موراتينوس وكوشنير عن الدور الأوروبي في العملية السلمية مشددين على أنهما لا يتنافسان مع الدور الأمريكي. وقال كوشنير "ليست لدينا نفس المكانة الأمريكية وهذا طبيعي لأن للأمريكيين تقاليدهم في دعم إسرائيل وعملية السلام، وليس هناك تنافس مع الأمريكيين إنما سنتعاون معهم". أما وزير الخارجية الإسباني فقال "دائما ما يوجه إلينا السؤال عن الدور الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي في عملية السلام، وفي حقيقة الأمر لو لم يكن لنا دور لما كانت هناك ردة الفعل هذه من ليبرمان". وأضاف "لقد تبنت دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع ورقة تشرح فيها تصورها للحل قبل عام، وقبل سنين طويلة أعلنا في البندقية دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وأن تكون هناك دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل بأمن وسلام، وهذه عبارة خرجت من أوروبا". من جهة أخرى، استكمل كوشنير وموراتينوس جولتهما في المنطقة بزيارة إلى الأردن أمس حيث التقيا الملك عبد الله الثاني، والرئيس محمود عباس في منزل السفير الفلسطيني في الأردن، قبل توجههما إلى تركيا.