عاصفة الحزم التي نفذها بنجاح تحالف عربي إسلامي بقيادة سعودية لإعادة الأمل في اليمن؛ لم تكن لإنقاذ الشرعية اليمنية فحسب، بل لإنقاذ الشعب اليمني الشقيق من ويلات الدمار والعبث الحوثي المسيّر وفق أجندات إيرانية، ومن تصفية الحسابات التي يقودها علي صالح ضد اليمن بأكمله عبر تحالفاته مع الحوثي وإيران، فهو يريد أن يعاقب كل اليمنيين الذين قادوا ثورة يمنية شعبية أطاحت به وأنهت حلم التوريث لنجله. ومن وجهة نظر البعض من ذوي الرؤية الضيقة- يرون أنه قد يستنفزنا ويكلفنا الكثير، وهذا تحليل خاطئ إذا ما نظرنا إلى أبعاد هذا الدور، والذي يأتي لقمع مخطط إيراني بتنفيذ حوثي وبمساندة عفاش في محاولة إيجاد يد إيرانية يكون دورها مناكفة الاستقرار السعودي عبر اليمن، ويشمل هذا المخطط جعل اليمن ورقة إيرانية تدعم مشروعها الهادف إلى الهيمنة على المنطقة بأكملها. وهو ما كنت تسعى إليه طهران خلال آلتها الحوثية في اليمن، في فرض سيطرتها على أهم المنافذ البحرية وهو باب المندب، ليكون بمنزلة الانتصار في إحكام قبضتها على أهم المعابر البحرية في العالم، وقد أنفقت كثيرا لتحقيق ذلك الحلم على حساب شعبها الذي أنهكه الفقر بسبب حماقات نظام الملالي، إلا أنها دفعت ثمنا لذلك التهور، وتكبدت خسائر مادية ومعنوية، وتبددت أحلامها التي كلفتها المليارات، والتي تبخرت على ضربات قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. ومن هنا، فإن هذا الدور السعودي في اليمن صحيح بكل المقاييس الاستراتيجية، ولو لم تكن "عاصفة الحزم" ثم "إعادة الأمل" لكانت خسائر المنطقة فادحة، ولو تمكن الحوثيون وبمساندة طهران من إكمال السيطرة على باقي أجزاء اليمن وباب المندب، فإن ذلك يعني تطويق الخليج والجزيرة العربية من كل الاتجاهات، فكانت قوات "التحالف" بقيادة المملكة، وبدعم دولي أممي؛ دليلا قاطعا على نجاح هذا الدور سياسيا وعسكريا على المدى البعيد. التغلغل الحوثي في اليمن مدعوم إيرانيا وبمساندة من عصابات صالح والمستهدف فيه هو السعودية في أمنها وسيادتها، ولكن الاستباقية في إخماد التحرك الحوثي، أنقذتنا فعلا من خسائر ستكون كبيرة، وأنقذت اليمن من التغلغل الإيراني، والحقيقة أن الدور السعودي كان مثمرا لمصلحة الشعب اليمني الشقيق، وقد تسبب في استنزاف طهران والمتمردين.