قبل الدخول في تفاصيل الموضوع يجب علينا أن ندرك نعمة الأطفال التي وهبنا الله إيّاها، وكيفية المحافظة عليهم من الأخطار المحيطة بهم، كالخطف، وتجارة بيع أعضائهم، والتسول، واستغلالهم جنسيا..إلى غير ذلك من الاستغلال البذيء. اتساع دائرة الاختطاف تهدد مجتمعنا، واللافت للنظر أنه لم يعد يمر علينا وقت قصير إلا ونسمع عن اختطاف طفل، وتزهق سنويا أرواح عدد من الأطفال جراء ذلك، وهذا المؤشر دقّ ناقوس الخطر من خلال تنامي هذه الحوادث، وترجع أسباب حالات الخطف وَبيع الأطفال في المجتمعات العربية خاصة إلى: -1 انعدام الوازع الأخلاقي والديني. -2 الاستغلال الجنسي أو الابتزاز المالي. -3 انتشار الفقر وظروف الحياة الصعبة للأسر، مما قد يدفعها إلى التخلي عن مبادئهم وبيع أبنائهم. -4 ارتفاع نسبة البطالة وتدني مستوى المعيشة والأجور، مما يؤدي إلى تجارة أعضاء الأطفال. -5 الانتقام من الأهل عن طريق خطف أطفالهم. -6 اختلال عقلية الخاطف أو تعرضه لاعتداء جنسي. ويجب علينا كمختصين في قضايا الطفل أن نضع الأسباب والحلول، وليس طرح القضية فقط ثم تجاهلها. وأول الحلول وأعظمها يكون على عاتق الحكومة، وهي بعدم تجديد رخصة أي محل تجاري دون وجود كاميرات مراقبة خارج وداخل المحل، وهذا الأمر سيساعد رجال الأمن في كشف عدة جرائم أخرى أيضا في وقت مبكّر. أيضا يجب على الأجهزة الحكومية نشر كاميرات مراقبة مثل نظام "ساهر" على أن تكون موجودة بشكل مكثف في المدارس، والأماكن العامة، والمتنزهات والميادين والساحات التي يجتمع فيها الأطفال. فالمجرم شخص جبان إن شعر بعين تراقبه، وسيخشى الإقدام على جريمته، وبهذا سوف يتقلص معدل الجرائم إلى حد كبير، مما يؤدي إلى انعدامها مستقبلاً بإذن الله. كما أن المسؤولية الكبرى تكون على عاتق الأسرة، فيجب على الوالدين تعليم أطفالهم ضرورة عدم التحدث مع الغرباء، وعدم ترك أطفالهم في الشارع والأماكن العامة من غير رقابة. وضرورة تعليمهم بعض الأفعال التي ستحميهم في حالة الاختطاف أو الاعتداء وهي كالتالي: -1 أن يرفض الطفل/الطفلة ويقول (لا) أو يصرخ بأي جملة استغاثية بصوت عال مسموع، لأن المعتدي حينها سوف يلوذ بالفرار كيلا ينكشف أمره. -2 أن يهرب الطفل إلى مكان آمن حتى يراه الآخرون. -3 أن يحفظ الطفل جيدا رقم جوال الأم والأب. أخيرا أناشد الحكومة بضرورة تبنّي موضوع الكاميرات سالفة الذكر حتى يسهل على رجل الأمن معرفة المجرم ومتابعة خطواته، ويسهل على رجال الأمن فك خيوط الجريمة قبل أن يقع الخطر الأكبر لأحد فلذات أكبادنا. لا قدر الله. أرجوكم انتبهوا لأبنائكم وحذروهم من الغرباء. حفظ الله أطفالنا وأوطاننا من كل شر ومكروه.