فيما واصلت قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، بدعم وإسناد جوي قوي وفرته طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، تقدمها على جبهات القتال كافة في محافظة تعز، أكدت مصادر عسكرية أميركية أن القوات الموالية للشرعية على وشك السيطرة على كامل المحافظة، وأن استردادها سيكتمل في غضون أيام قلائل. وكانت مقاتلات التحالف قد شنت أمس غارات نوعية عنيفة على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وقوات صالح في منطقة حيفان جنوب شرق محافظة تعز، ما أسفر عن مصرع وإصابة عشرات الانقلابيين، إضافة إلى تدمير عتاد عسكري بكميات كبيرة، من بينه خمس دبابات وعدة مدافع بي 120 وأطقم عسكرية. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن المقاتلات استهدفت مواقع وتجمعات الانقلابيين في منطقة السويداء بحيفان بثلاث غارات. حيث هزت الانفجارات العنيفة المناطق المحيطة، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان المستهدف من قبل طائرات التحالف. وأضاف أن دوي الانفجار سمع على بعد عدة كيلومترات، ما يؤكد انفجار كميات كبيرة من الأسلحة التي كانت بحوزة الانقلابيين. استبسال الثوار اندلعت اشتباكات واسعة بين ميليشيات الحوثي وقوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني في منطقة الأعبوس. وقال شهود عيان إن الثوار أرغموا قوات التمرد على التراجع، بعد أن كبدوها خسائر كبيرة في الأرواح، حيث سقط 12 قتيلا وثمانية جرحى وسط الانقلابيين. فيما استشهد عنصران وأصيب ثلاثة آخرون من الثوار. كما شهدت جبهة الشريجة مواجهات مماثلة، حيث احتدمت المعارك حول التلال الاستراتيجية وسط قصف عنيف بجميع أنواع الأسلحة بين الجانبين، فيما حلقت طائرات التحالف العربي بكثافة فوق الموقع، وأطلقت نيرانها على الانقلابيين. وأشار المركز الإعلامي إلى أن مدفعية الثوار تمكنت من تحقيق إصابات محققة وسط مواقع للحوثيين، أبرزها تبة الطويلة وتلال أخرى مطلة على نفق الشريجة الذي فجره الحوثيون بمتفجرات قوية من عبوات الديناميت، وتعد هذه التباب موقعا حصينا لميليشيات الحوثي تستخدمها لقصف مواقع للمقاومة هناك.
تقدم الشرعية أكدت مجلة "ديفينس نيوز" الأميركية، المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن قوات التحالف تقترب بشدة من السيطرة الكاملة على مدينة تعز، مشيرة إلى أن التقدم الذي تحققه القوات الموالية للشرعية، وإن شابه البطء، إلا أنه مستمر، وعزت البطء إلى الألغام التي زرعها الانقلابيون في معظم مناطق المحافظة. وأشارت المجلة إلى أن استرداد المحافظة بواسطة قوى الشرعية سوف يعزز الوضع التفاوضي للتحالف في محادثات جنيف المرتقبة، وقالت "السيطرة على المدينة أمر رئيس بالنسبة لقوات التحالف، فتعز أقرب بوابة جنوبية لصنعاء، وتقع على بعد 200 كيلومتر منها، والمركبات المدرعة المتقدمة من الممكن أن تصل إليها في أقل من ثلاث ساعات. لذلك فإن قوات التحالف تبدو مصممة على استعادتها قبيل انطلاق مفاوضات جنيف". وأضافت "إعلان استعادة المحافظة يعني عمليا انهيار التمرد، وقرب وقوع الهزيمة النهائية لقواته، لذلك فإن المتمردين يستميتون في الدفاع عن مواقعهم، رغم الخسائر الضخمة التي تقع في صفوفهم بصورة شبه يومية". واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن استعادة تعز وميناء المخا تعني السيطرة على الساحل اليمني، ما يحول دون وصول الذخائر للحوثيين بحرا. وقطعت المجلة القول بأن 75 % من المحافظة يقع حاليا تحت سيطرة قوات التحالف.