لو كانت مدينة جدة ومعها بقية المدن الساحلية كالدمام وجازان.. وغيرها من المدن المطلة على البحر شبيهة -في (التصميم فقط)- بأكثر المدن الأوروبية الجميلة والتي توجد بها قنوات مائية كمدينة أمستردام مثلا؛ لتغلبنا على كثير من المشكلات السنوية بفعل هطول الأمطار. فتلك المدينة الأوروبية لم تكن فكرتها إلا كحماية لها من كثرة الأمطار والسيول الجارية قبل أن تكون مدرة لجني المال بفعل تدفق السياحة فيها، إضافة إلى حملها الطابع المتميز والفريد في الترتيب وجمال التصميم بفعل قنواتها المائية المرتبة التي قسمت المدينة إلى عدة أقسام وأحياء فريدة تلتقي كلها في بحر واحد، فدول أوروبا نسبة هطول الأمطار فيها هي الأعلى وبشكل شبه يومي، ولهذا لم نسمع عن غرق أي مدينة تابعة لديهم، ولم نسمع بمعاناتهم مع هطول الأمطار، بفعل بنيتهم الأساسية وحسن تخطيطهم السليم، كما أن الفكرة لم ولن تكون صعبة علينا في تطبيقها، حيث توجد لدينا وبالفعل مدن قليلة جدا قد طبق فيها عمل بعض القنوات المائية والتي لها الفضل بعد الله في حماية المدينة من أي تجمع مائي أو فيضاني في حالة هطول الأمطار الغزيرة، وفي مدينة القنفذة الصغيرة المطلة على ساحل البحر الأحمر مثال حقيقي، وفي حالة استكمال مشروعاتها فستكون وبمشيئة الله تعالى في المستقبل القريب أشبه قليلا بمدينة أمستردام أو أي مدينة أخرى أوروبية تشتهر بقنواتها المائية، فالفكرة مأخوذة من عندهم، وأما عندنا فمن سيقوم بتطبيقها وتنفيذها؟ ولهذا.. فإنني أتفاءل كثيرا بسيدي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل ليكون أول البادئين في دراسة وتنفيذ هذه الفكرة.