ستحصل هولندا في 15 الجاري على أول متحف تاريخي للقنوات المائية على أراضيها ، وذلك بقلب العاصمة أمستردام في المنطقة المعروفة باسم " حزام القنوات " ليطل تحديداً على قناة " هيرين ". وسيضم المتحف صوراً وقصصاً للقنوات المائية التي شقها الهولنديون بدءاً من القرن السابع عشر وحتى الآن ، بأهداف متعددة كالدفاع عن المدن ، أو حمايتها من فيضانات البحر ، وكذلك كممرات ملاحية للنقل والانتقال ، كما سيضم المتحف جانباً واقعياً من هذه القنوات المائية يمكن للزوار التجول من خلاله عبر القوارب فى رحلات مثيرة بين الانفاق والممرات المقامة على هذه القنوات. وجاءت فكرة إنشاء متحف للقنوات المائية منذ أغسطس العام الماضي ، عندما سجلت لائحة اليونسكو للتراث العالمي القنوات الهولندية كجزء من التراث العالمي ، الأمر الذي أوعز للهولنديين بضرورة إنشاء مثل هذا المتحف لقنواتهم ، تلك القنوات التي تشغل أكثر من 25% من مساحة العاصمة أمستردام وحدها ، فيما تنتشر في المدن الأخرى لتشغل مساحات أخرى تقل أو تزيد . وتعد القنوات المائية جزءاً من ثقافة الهولنديين العامة ، حتى أن الأوروبيين يطلقون على هولندا اسم بلاد" فان جوخ والقنوات المائية " ، فعلى ضفافها أقاموا بيوتهم الصغيرة ليتعايشوا مع واقع المياه التى تحيطهم من كل جانب، والتي تحمل بلادهم بسببها رسمياً اسم " البلاد الواطئة " أو " نيدرلاند " أي التي تحت مستوى البحر ، كما أنهم يقيمون على سطح هذه القنوات بيوتاً عائمة ، ينتقلون بها من مكان لآخر ، ومن أشهر القنوات في أمستردام " سنغل ، هيرين ، كايزر ، وبرنسن " ويطلق عليها حزام القنوات ، حيث تتفرع منهم عشرات القنوات الأخرى الصغيرة . وسيكون متحف القنوات الذي تكلف مبدئياً أكثر من 7 ملايين يورو تم دفعها لصاحب البناية المطلة على قناة هيرين لتحويلها إلى متحف ، سيكون الأول من نوعه في العالم كله يحكي قصص وتاريخ القنوات المائية لدولة ما قديماً أو حديثاً، أو أهميتها الحضارية والثقافية والسياحية ، حيث تجتذب هذه القنوات وحدها أكثر من 3 ملايين سائح سنوياً .