في صرخة جديدة، تؤكد على ضرورة توخي الحذر أثناء استخدام موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، طالب خبراء تقنية المستخدمين بضرورة الاهتمام بما يدونونه أو يكتبونه من تعليقات على صفحاتهم الشخصية. وأن يكونوا أكثر دقة في تحديد الأشخاص المسموح لهم بالإطلاع على ما يضعونه من معلومات على حسابهم وصفحاتهم الخاصة بالموقع سواء كان رابطاً لمقالة أو صورة أو نصاً أو ملف فيديو. ويقول خبراء إنه "ورغم التقارير التي ترد باستمرار بشأن مشكلات حماية البيانات الشخصية، فإن كثيرا من المستخدمين لا ينشغلون كثيرا بتلك المشكلات". تأتي هذه التحذيرات مع بروز مشاكل كثيرة في المجتمعات الغربية تسبب بها الفيسبوك للعاملين في بعض الشركات، الذين اكتشفوا في وقت متأخر، أن مدراءهم يراقبونهم عن كثب على صفحات الفيسبوك، وأنهم يقرؤون كثيراً مما يكتبونه من تعليقات ومدونات، بل إن بعض المديرين يحكم على مدى جدية الموظف وتفانيه في العمل، من خلال ملاحظة ندرة أو كثرة تواجده على الموقع. يقول كلاوس إيك مستشار شؤون الاتصالات في ندواته باستمرار "يعتقد الكثيرون أن التعليقات التي ينشرونها على مواقع التعارف الاجتماعي تكون خاصة" ولكن فيسبوك وهو أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم يلفت أنظار مستخدميه باستمرار إلى خيارات أمن البيانات التي يتيحها لهم، وهي الوسيلة الوحيدة التي تسمح للمستخدم بالتحكم فيمن يحق لهم الاطلاع على ما يكتبه. ويرى إيك أن "أي شخص يشارك في شبكات التواصل الاجتماعي لابد أن يقول وداعا لخصوصيته". وبالتالي يتعين عليك قبل أن تدون أي شيء أن تسأل نفسك "هل سيكون ذلك أمرا سيئا لو تم نشر هذا التعليق في الصحف؟"، فإذا كانت الإجابة بنعم، فربما يكون من الأجدر بك عدم كتابة هذا التعليق. وتقول متحدثة باسم موقع فيسبوك "يستطيع أي مستخدم أن يحدد الأشخاص المسموح لهم بالاطلاع على كل ما يكتبه على حسابه الخاص بالموقع سواء إن كان رابطا أو صورة أو نصا أو ملف فيديو". وتضرب مثلاً على ذلك، أن بعض الموظفين يكتب على حسابه الخاص ما يشبه الاعتراف بعدم الرغبة بالعمل، كأن يقول مثلاً "إنه واحد من تلك الأيام التي لا تستطيع أن تنجز فيها أي شيء". مشيرة إلى أن عبارات من هذه النوعية، ربما تقدم صورة خاطئة عن الموظف، ولربما تسهم في تشويه صورته عند رب العمل أو المدير المباشر المسؤول عنه. كما تلفت إلى أن السطر الخاص بالحالة النفسية للمستخدم الموجود في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة مرآة لحالة الشخص المزاجية بل ومسرح كبير للتعبير عن الذات، ولكن المشكلة تكمن في أن كثيرا من المستخدمين ينسون وهم يكشفون عن أدق أسرارهم أن تلك العبارات التي يكتبونها يمكن أن يطلع عليها الكثيرون، ومن بينهم أشخاص ربما لا يكون من المفضل أن يعرفوا بتلك المواضيع.