تسبب سوء التخطيط من قبل قسم المشاريع في إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية في بناء مجمع مدارس للبنات "ابتدائي ومتوسط" في هجرة الدغيمية - 10 كيلو متر غرب محافظة بقيق- وسط مستنقعات مائية دائما نتيجة تدفق المياه الجوفية مما يهدد صحة 200 طالبة يدرسن بالمجمع. تلوث مستنقعين أوضح مصدر ل"الوطن" أن المجمع شيد في منطقة تقع شرق الهجرة وتشتهر بتدفق المياه إلى سطح الأرض ومن ثم تتجمع المستنقعات المائية فيها والأشجار والحشائش الكثيفة. وأضاف المصدر أن مركز مكافحة الأمراض المعدية بالمنطقة الشرقية اكتشف تلوث مستنقعين باليرقات المسببة والناقلة في نفس الوقت للأمراض المعدية "الملاريا واللشمانيا والبلهارسيا" في عدة مواقع بالهجرة من ضمنها المستنقعات القريبة من المجمع.
انتشار البعوض استغرب المصدر تشييد المجمع وسط مستنقعات مائية تتجمع بعد الأمطار ومن تنمو فيها النباتات والحشائش التي ينتشر فيها البعوض داخل وخارج المدرسة وتعتبر بيئة مناسبة لتولد وتكاثر هذه اليرقات وبعض الحشرات المسببة للأمراض المعدية، مبينا أن إدارة مستشفى بقيق خاطبت البلدية لسرعة التحرك والتنسيق مع الجهات المسؤولة لاحتواء المشكلة والوقوف على مصادر المياه ومعالجتها برش المبيدات بشكل مكثف وردم المستنقعات. وأوضح المصدر أن إدارة الدفاع المدني في بقيق فصلت التيار عن المجمع قبل عام بعد تسرب المياه الجوفية لمحولات الكهرباء الواقعة أمام البوابة الرئيسة للمدرسة.
تدفق المياه الجوفية بين رئيس بلدية بقيق الدكتور علي السواط أن هناك مشاكل في ارتفاع منسوب المياه الجوفية بهجرتي الكدادية الشرقية والدغيمية، وتتفاقم المشكلة في موسم الأمطار، وسببها الرئيس أن الهجرتين تقعان في منطقة منخفضة مشبعة بالمياه الأرضية "صبخة"، والبلدية تتعامل مع الهجرتين بفرق طوارئ لشفط المياه على مدار الساعة. وقال السواط "في الدغيمية تقع إحدى المدارس ومركز صحي في أقل نقطة منخفضة بالهجرة، وقد تعرضت المدرسة في السنوات الماضية لتسرب المياه الأرضية إلى ساحتها وداخل الفصول، وساعدتهم البلدية عدة مرات بشفط المياه ودفن وتسوية المستنقعات المجاورة ورشها بالمبيدات، كما أن موقع المدرسة والمركز غير ملائم من الأساس لكونه يقع في منخفض من الأرض ويعتبر نقطة تجمع للمياه". وأضاف" البلدية تقوم بكل ما تستطيع للحد من تجمع المياه، وردمت المستنقعات أكثر من مرة بالإضافة إلى رش المبيدات ولكن طبقات الأرض بالهجرة تشتهر بالتدفق المستمر المياه الجوفية بشكل مستمر".
معاناة يومية قال عدد من المعلمات إن الطالبات والمعلمات يعانين أثناء الذهاب للمدرسة لوجود المستنقعات أمام أبوابها من جميع الجهات، إضافة للروائح الكريهة وانتشار البعوض بشكل كثيف داخل الفصول الدراسية بسبب طفح المجاري والمستنقعات، وأرجعن ذلك إلى عدم اتخاذ الموقع الصحيح لإنشاء المدرسة، بحكم أنها بنيت في موضع معروف مسبقا أن مياه الأمطار تتجمع فيه.