أكد أستاذ أصول الفقه في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية أستاذ كرسي الشيخ محمد بن إبراهيم لضوابط الفتوى في الجامعة الدكتور سليمان الرحيلي، أن فتنة الخوارج وجدت في أول الأمة، وهم سبب الاختلاف الكبير في الأمة الإسلامية، ولا تزال الفتنة قائمة، وهي أعظم الفتن، ولا سيما في هذا القرن الذي ظهر فيه الخوارج في زماننا، وهم متفرقون في الدول الإسلامية، وتسموا زورا ب"الدولة الإسلامية"، وهم ليسوا سوى عصابة إجرامية وقطاع طرق، وهم خوارج هذا العصر. خنجر مسموم أشار الرحيلي خلال محاضرة بعنوان "الأمن الفكري"، أقامتها كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية أول من أمس، وحضرها عدد كبير من طلبة الكلية والمهتمين، إلى أن الخوارج ليس لهم دعوة إلا إلى السيف، ولا تعرف لهم دعوة إلى الله، ولا وقوف في صف الأمة، وهم خنجر مسموم في خاصرة أمة محمد، يوجهون حرابهم إلى المؤمنين بحجة أنهم مرتدون، فيبغضون الإسلام إلى الناس، فلا نعجب من دعم أعداء الإسلام لهذا التنظيم، لأنهم يحققون لهم أهدافهم. يتلذذون بالقتل أضاف الرحيلي أن أفراد هذا التنظيم يدخلون ضمن الخوارج الأولين، وزادوا عليهم حيث أخذوا من كل فرقة أسوأ ما فيها، والمعلوم أن من صفات المؤمنين أنهم رحماء بينهم، بينما هؤلاء لديهم غلظة ورغبة في تقتيل المؤمنين وأهل الذمة الذين عصمت دماؤهم بالأمان، وقد رأينا وسمعنا بمواقفهم التي يتلذذون فيها بقتل كل من يخالفهم، حيث يرون أن كل الديار ديار حرب حتى مكةوالمدينة ما عدا مكان تواجد عصابتهم، ومن تأمل في الحال عرف هذا الأمر. شهوات وشبهات قال أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية إن الواجب أن نحذر منهم ونحذّر، فطلبة الجامعة الإسلامية هم كواكب تضيء الطريق في نظر الناس، وأنتم جئتم من بلادكم للعلم، وستعودون إليها إن شاء الله لخدمة بلادكم ومجتمعاتكم بما حصلتم من علم نافع، فالأصل هو التمسك بسنة النبي صلى الله وعليه وسلم فالإنسان لا يخلو من حالين، إما أنه متبع للرسول أو متبع لهواه، وإذا كان العمل بالسنة واجبا على الناس فإنه على طلاب العلم أعظم وجوبا وعلى من في المدينة أعظم وأعظم، وإبليس له طريقان: شهوات (في الفروج والبطون)، وشبهات، وقد يسر الله لكم أن أتيتم من بلادكم فأقبلتم في هذه الجامعة العريقة على العلم السلفي الصافي النقي، فاحرصوا على هذا العلم النافع في هذه الجامعة، واستفيدوا من وقتكم في طلب العلم بالمسجد النبوي. جليس السوء بيّن الرحيلي أن الأصل هو الابتعاد عن الفتن وأهلها، والرسول صلى الله عليه وسلم بيّن ذلك، ومن الأصول المستقرة عند السلف البعد عن الفتنة، فالقلب مثل الإسفنج يمتص كل شيء، ثم لا يخرج منه كل شيء، ولكن المؤمن قلبه كالزجاج صلب لا يخترق، ولكن يرى الذي وراءه، ولذلك أحذر نفسي وإخواني من جليس السوء المعاصر، ألا وهو وسائل التواصل الاجتماعي، فهذا الجليس يفتك بالشباب وطلاب العلم، وقد أمضيت في برنامج المناصحة أكثر من عشرة أعوام، وجدنا شبابا غرر بهم من خلال هذه المواقع التي يعمل عليها خبراء يعرضون مواد وصورا، يتباكون فيها على الإسلام، والقلب ضعيف، فنجد بعض الشباب يأخذ الفتاوى من مواقع غير معروفة، وهي يجب أن تؤخذ من مواقع العلماء الموثوقين المعروفين بعلمهم.