الشبه في الدين هي من حبائل الشيطان التي يوقع بها من لا علم عنده ولا بصيرة ومن أعظم الأسباب التي توقع الشباب في تلك الشبه الجهل بدين الله وعدم العلم والفقه في الدين وكذلك التعصب الأعمى للآراء والأشخاص والمذاهب مما يحول بين الشباب وبين معرفتهم للحق، وكذلك الخروج على الولاة وإظهار معايبهم والخروج على جماعة المسلمين والجنوح إلى ملل ونحل وأحزاب بدعية وأيضاً من الأسباب التهور والاستعجال ومعلوم أن التهور والاستعجال يغلب على الشباب، فهم يريدون تغيير الواقع الذي يعيشه المسلمون في طرفة عين دون النظر في العواقب ودون فهم للظروف والأمور التي تحيط بهذا الواقع ولا شك أن هذا مسلك خاطئ لأن هذه العجلة تضر أكثر مما تنفع وأيضاً من أعظم الأسباب التي توقع الشباب في تلك الشبه انصرافهم عن العلماء الربانيين والشيوخ الحكماء والدعاة الفقهاء وأخذ العلم ممن يتهم في دينه أو لا يعرف علمه أو يعرف أنه منحرف عن منهج أهل السنة والجماعة وقد أخرج مسلم في مقدمة صحيحه من قول ابن سيرين «رحمه الله»: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم». والعلاج والحماية من هذه الشبهات يكمن في العلم النافع المتلقى من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فكل ما يقدمه أهل الباطل من شبهة أو مذهب أو دعوة فإن كل ذلك يكشفه العلم النافع قال تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}، ثم إن هذا العلم لابد أن يؤخذ من أهله الراسخين فيه فلا يؤخذ ممن يتهم في دينه أو لا يعرف علمه أو يعرف أنه منحرف عن منهج أهل السنة والجماعة فعلى المؤمن أن يكون هواه تبعاً لما جاء به الله ورسوله وأن يحذر من الطعن في العلماء والوقيعة في أعراضهم وتزهيد الناس في علمهم ورميهم بالمداهنة وعليه أن يحذر من إتباع المناهج البدعية المنحرفة كمنهج الخوارج والغلو في الدين والخروج على ولاة الأمر وجماعة المسلمين والتشهير بعيوب الولاة على المنابر، بل الواجب اتباع نهج أهل السنة والجماعة الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة». وفي رواية «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي».. والأسرة لها دور عظيم في حماية الشباب من الوقوع في هذه الشبهات فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» فرب الأسرة مسؤول عن أبنائه وبناته فعليه أن يوجههم إلى الخير ويحذرهم من الشر وأهل الشبهات وعليه ألا يغفل عن أبنائه بل يكون على علم بذهابهم وإيابهم وجلسائهم وعليه أن يمنعهم من السفر إلى البلاد التي تضر دينهم وأخلاقهم وعليه أيضاً أن يمنع عنهم الوسائل التي تبث الشبهات وتسوق الشهوات وتفسد دينهم وأخلاقهم. * عضو الجمعية الفقهية السعودية