في ظل العصر الذي نعيشه، وانشغالات كل من الأب والأم وقلة مكوثهما في المنزل بسبب قضاء ساعات عمل طويلة وغيرها من متطلبات الحياة، مما يؤدي إلى قصور وتراخ في التربية، فتختفي لغة الحوار مع الأبناء. وتربية الطفل تعد من أهم الأدوار التي يقوم بها الآباء والأمهات في حياتهم اليومية هي بمثابة غرس البذور ورعايتها حتى يكبر الأطفال ويكونوا ثماراً ناضجة. غالباً ما تتشكل سلوكيات الأطفال منذ الصغر بفعل تعامل الآباء مع الأطفال، فهم المثل الأعلى والمؤثر الأكبر في توجيه سلوكياتهم. ومن أسباب فشل الحوار بين الآباء والأطفال: أولاً: اتباع المربي أسلوباً خاطئاً في الحوار، كأن لا يهتم بما يقوله الطفل، أو أن يكون غير مصغ للطفل أثناء كلامه لكونه مشغولاً بأمور أخرى. ثانياً: اتباع أسلوب المحقق في الحوار، وكأن الحوار القائم بين الطفل ووالده عبارة عن تحقيق، كما لو كانا في قسم شرطة، وليس في جوّ أسري. لأن البذرة الأولى لتعلم لغة الحوار الصحيح تبدأ من البيت. عزيزي المربي، لا تقتصر التربية على المباركة والفرح بالمولود الجديد؟ ولكنها في الحقيقة هي بداية رحلة في تحمل المسؤولية، وليس فقط في تحقيق المتطلبات المادية، بل علينا السعي في حمايته من المخاطر والتضليل الفكري ودعمه في المحيط الأسري، ويجب علينا إعطاء الأطفال الوقت الكافي حتى تتمكن من محاورتهم ومعرفة ميولهم واحتياجاتهم، وبذلك نحقق مفهوم الأسرة السعيدة، ونرقى بمجتمعاتنا وأجيالنا القادمة، فإن حفظ الأبناء من الضياع يتطلب منا شيئا من التنازل وتوزيع المهام على الوالدين والتحمل الكثير من المواقف.. فالحوار مع أطفالنا ينمي فيهم قوة الشخصية والثقة، كذلك علينا أن نخصص لأبنائنا وقتا للحوار والاستماع إليهم، كما يحسن بنا كآباء أن نستخدم العبارات الإيجابية والمفردات الجميلة للتعبير، مثل أنت رائع إذا فعلت كذا وكذا، يا ابنى أنت ذكي، ولكن تحتاج إلى تركيز في المذاكرة حتى يرتفع مستوى تحصيلك الدراسي، كذلك ألا يضجر الآباء من كثرة أسئلة أبنائه، وعدم الانشغال بأمور أخرى أثناء الحوار مع الطفل ومحاولة النظر إلى عينيه، وتشجيعه أن يقول رأيه في بعض الأمور التي تخص الأسرة، فمثلاً خذ رأيه، ما هو المكان الذي يفضل الذهاب إليه، إذا كنتم على وشك سفر أو رحلة للاستجمام، وإذا قرر شيئاً لا يناسب ظروف الأسرة تُشرح له الأسباب، في الأماكن العامة: إذا ذهبتم إلى مكان عام، مثل المتاحف، أو جلستم في حديقة عامة حاور طفلك فيما رآه وناقشه واشرح له، وأعطه بعض المعلومات التي تناسب سنه، وعندما يكبر تكون عنده حصيلة من المعلومات.