"ليس كل ما يلمع ذهبا". عبارة لخصت بها مجلة "دير شبيجل" الألمانية أهم مساوئ الاستعمال اليومي المستمر للأجهزة الذكية على بصر الإنسان. يقول الباحث بمركز بحوث العيون في جامعة توبنجن الألمانية فرانك شايفيل، "إن عملية النظر بصورة مستمرة إلى شاشات الأجهزة الذكية تؤثر على عيني الإنسان ونظره بصورة سلبية، وتزيد من نسبة تعرضه لقصر النظر". تزداد الإصابة تدريجيا يقول أستاذ أمراض المخ والأعصاب الدكتور جمال فرويز إن قصر النظر، هو نوع من الأخطاء الانكسارية للعين، مما يسبب توزيع الضوء بها بشكل غير صحيح، فتصبح الأشياء البعيدة غير واضحة الرؤية، وتتطور الإصابة به تدريجيا وتزداد مع العمر، وفي هذه الحالة المرضية تكون الصورة أمام شبكية العين بدلا من أن تتركز فوقها. وأضاف فرويز أنه يمكن التقليل من خطورة الأجهزة الذكية على بصر الإنسان خلال تكبير الخط، وذلك علاوة على تغيم الرؤية والدوار، وإبقاء مسافة لا تقل عن 50 سم بين العينين والشاشة، وترشيد استخدام هذه الأجهزة بحيث تستخدم عند الضرورة، والابتعاد عن استخدامها في الألعاب التي تتعمد شركات الهواتف النقالة تحميلها على الأجهزة كنوع من الدعاية.
إشعاعات مضرة بالصحة يشير فرويز في تصريح إلى "الوطن"، أن الاستخدام المتزايد للهواتف الذكية يضر بالصحة بصورة عامة، وبالعينين بصورة خاصة، لأن الشاشات تنبعث منها إشعاعات، والعيون أحد أكثر الأجزاء الجسدية حساسية، وهذه الإشعاعات تزيد جفاف العين والإجهاد، وتسبب الصداع وعدم وضوح الرؤية، كما أن التحديق في الخط الصغير للنصوص والرسائل يسبب ما يسمى بتلازمة بصر الكمبيوتر ويصيب بقصر النظر، خصوصا الأطفال. الآسيويون الأكثر ضررا تشير التقارير الصادرة أخيرا عن المؤسسة الأوروبية لوبائيات العيون، إلى أن الدول الآسيوية التي تواكب غالبا مستجدات التقنية الحديثة تعاني بشدة من ظاهرة قصر النظر، ففي كوريا الجنوبية، يعاني نحو 96% ممن تبلغ أعمارهم 19 عاما من قصر النظر، فيما يعاني 20% منهم من قصر النظر الشديد، وفي تايوان يعاني 84% من الأطفال من قصر النظر، ويعد استعمال أجهزة الترفيه الإلكترونية بين الأطفال في هذه البلاد أحد الأسباب الرئيسية وراء تحول قصر النظر إلى ظاهرة.
تطبيقات لفاقدي البصر يؤكد فرويز أن الشركات المنتجة تدرك جيدا خطورة تأثير الأجهزة على العيون، وتحاول جاهدة البحث عن تطبيقات جديدة للظهور بصورة أكبر إنسانية، وطورت تطبيقات لمساعدة فاقدي البصر في حياتهم اليومية، وقدمت تطبيقات تساعدهم على معرفة الطريق، وتشرح لهم الصور وتعرفهم بالمنتجات الغذائية وتقرأ لهم الجرائد، ومنها تطبيق "تاب تاب سي"، وأيضا تطبيق "بي ماي آيز"، والذي يساعد الشخص الأعمى على التقاط صور للأشياء التي يريد أن يعرف ماهيتها، وتظهر هذه الصور في الهاتف الذكي لشخص آخر مبصر، يقوم بدوره بشرح محتوى الصورة.