أعادت الأمطار التي هطلت أخيراً على منطقة المدينةالمنورة، وأدت إلى جريان الأودية والشعاب في قرى وأرياف المحافظات التابعة للمدينة المنورة الأهالي إلى العمل في مزارعهم، إذ رصدت "الوطن" عودة عدد من المزارعين إلى مزارعهم بعد أن كانوا هجروا زراعة الحبوب في المحافظة، مستغلين ارتفاع منسوبي المياه في الآبار الجوفية. واستعان عدد من المزارعين وملاك الأراضي بالجرافات ومعدات الحراثة، مما أسهم في رواج سوق المحال الزراعية وزيادة طلب الجرافات التي زادت أجرتها للساعة الواحدة عن 500 ريال لاستصلاح أراضيهم وزراعتها، والاستفادة من نتاجها الزراعي وقت الحصاد. نمو المراعي أكد خبراء ومهتمون بالمجال الزراعي أن الأمطار التي هطلت على المدينةالمنورة أثرت إيجاباً في أسعار الأعلاف والحبوب، إذ تسبب نمو المراعي في تراجع الطلب على الأعلاف والحبوب وتراجع أسعارها، حيث عاد كثير من أصحاب المواشي للاستفادة من المراعي في رعي أغنامهم. وذكر ماهر العلوني وهو مزارع بمركز بينبع النخل أن وفرة المياه التي زادت في الآبار الجوفية شجعته على العودة إلى الزراعة، ومن بينها زراعة الحبوب والنخيل و"الحبحب" والتي تعد أكثر رواجا في أسواق المملكة من قبل المستهلكين والبائعين والتي يتراوح متوسط سعرها بين 15 و30 ريالاً إلا أن البعض يفضل الحبحب الذي يعتمد على سقيا مياه الأمطار، مبررين ذلك بأنه أكثر طعما وخال من المبيدات الحشرية، رغم ارتفاع أسعاره التي تصل أحيانا إلى 50 ريالا، لقلة العرض وكثرة الإقبال عليه. مكافآت مالية ذكر حمدان الجهني -مزارع بمحافظة العيص- أن المحافظة تشتهر بالأراضي الزراعية والمواقع الشاسعة التي تعتبر صالحة للزراعة وخاصة الأماكن التي تكون جاهزة للزراعة بعد هطول الأمطار، مشيرا إلى أن القمح تعتبر من أهم المنتجات الزراعية التي يفضلونها المزارعون، مطالبا بوضع مكافآت مالية للمزارعين الذين ما زالوا يحافظون على موروث آبائهم في الإنتاج الزراعي، إذ لا زالوا يمارسون الطرق البدائية في مزارعهم، مؤكدا أن أهم الصعوبات التي يعانونها في الوقت الحاضر ضعف الدعم وقلة المسطحات الخضراء لضعف التشجيع والثقافة بأهمية الزراعة. مدرجات السروات مدير الجمعية الزراعية بمنطقة المدينةالمنورة المهندس حمود الحربي قال ل"الوطن" إن الإنتاج الزراعي الفعلي المعتمد على مواسم الأمطار ضعيف جداً، إلا أن المدرجات في جبال السروات تمتد من شمال المملكة إلى جنوبها وتنتشر الرياض في سهول المملكة الداخلية والساحلية بما تمتلكه من تربة غنية وسمات أرض مناسبة وتعتبر هذه الأراضي مخزونا استراتيجيا في مواجهة الأزمات الغذائية. وأضاف أنه لا بد من العناية الكافية بالزراعة، بدءا من برامج البحوث الزراعة البعلية وتطوير الموارد الوراثية النباتية الحالية، واستنباط سلالات جديدة تتأقلم مع الظروف المناخية الجافة بالمنطقة، وتتميز بالإنتاجية العالية، ومقاومة الأمراض والحشرات، وإدخال محاصيل جديدة عالية المردود الاقتصادي، وتطوير تقنيات حصاد المياه واستدامتها، وتصميم برامج إرشادية متخصصة في الزراعة البعلية ومواجهة تحديات تنميتها.