أستغرب طريقة بعض الكتاب في استخدام المقدمات الطويلة والكلمات المستهلكة التي تدق ناقوس بداية هرتلات الكاتب "لا شك! لا ريب! لا جدل! وكما نعلم"، ثم يفيض علينا الكاتب بما فتح الله عليه.. فيشرح المشروح ويوصف المعروف! وسؤالي كالتالي يا منبع أصول الحكمة: إن كنت تعلم أننا نعلم يا مولانا! فلماذا تقحمنا بتكرار ما نعلم؟ ولا تفيض علينا بما "لا نعلم" في زمن أشعث أغبر.. خالي من معلومة جديدة أو لفتة مفيدة سوى التبجح بآراء مكررة في كل صحيفة. لهم إكليشة ثابتة في كتابة المواضيع لأنهم متخرجون من نفس الكلية "شعبة اقتباس وتقليد"، نمط تكرار جملة "لا شك أن الإسلام كرّم المرأة وحفظ لها مكانتها"، ثم نرى خلاف ذلك علي أرض الواقع لدرجة الفصام من شدة التباين بين "فالواقع مخز في أروقة محاكم النفقة والخلع والطلاق التي تعكس الصورة الحقيقية بعيدا عن المزايدات". أقلام وأقلام لم تزدنا إِلا خَبَالا.. "جهجهونية" طبقة المثقفين التي لا تقرأ.. ولا تنظر للأرقام والدراسات! مبلغ علمهم من الثقافات ينحسر في مشاهدة المسلسلات! كفلاح قرية جهلستان الذي يطعن وينتقد كل شيء/ ويعجز عن طرح أي شيء! كالذي يطالب بإنشاء مفاعل حجرين "راس نووي وصلحوو!" في حين تتسابق الدول على إلغاء واستبدال مفاعلاتها بالطاقة البديلة، ولا نقصد بذلك الطاقة الشمسية التي تعد من أضعف وسائل تحويل الطاقة مقارنة بالجيوثيرمل أو توربينات الرياح المشهورة. فإن كان قياس الأداء بأعداد القراء.. فانظر ما حصل للأعداد من بلاء! ولو سألت الناس عن سبب الجفاء؟ لأجابوا أن كلام الصحف كثير! وخيال الأقلام قصير! أفلا يُقاس نجاح الكاتب.. بمساهمته في رفع "تورموستات" وعي العامة؟ التي ضُرِبت "ماساً" وانتكاساً من المسلسلات التركية... ثم اتبعَ واكمل عليها كُتّاب ثقافة "يجب علينا! ولا شكَ! ولابدَ"، حتي أصبح حال "القارئ المسكين" كقصة المرأة مع المنظف المنزلي "مستر كلوريكس" علاقة مودة من الثمانينات على أسطح المكاتب وأرضيات "المراوش" حتى اندثرت حاسة الشم لديها! فهو تركيبة غريبة تمسح الحواس ببطء.. كأغلب مقالات صحافة "يجب علينا".