دانت اللجنة المشكلة للتحقيق في وفاة فتاتين بإحدى الحفر بمركز سليلة جهينة التابع لمحافظة العيص مقاول حفرية المشروع الذي تركها بدون حواجز، وكذلك بلدية سليلة جهينة لضعف متابعتها للمقاول. وبينت اللجنة التي شكلها محافظ العيص أول من أمس للتحقق من دعوى والدي الفتاتين أن نتائج التحقيق أثبتت إهمال المقاول لعدم وضع حواجز وإشارات تنبيه، وأن الموقع يفتقر إلى أبسط مقومات الأمن والسلامة. وأشارت نتائج التحقيق التي رفعت إلى أمارة المدينةالمنورة إلى إهمال بلدية سليلة جهينة وهي الجهة المشرفة على المشروع وضعف متابعتها للمقاول الذي ترك المشروع خطرا على حياة السكان وراحت ضحيته الفتاتان غرقا قبل أربعة أيام. وكان محافظ العيص علي البريكيت قد قدم العزاء إلى أسرة الفتاتين أول من أمس بمركز سليلة جهينة، رافقه رئيس بلدية العيص عبدالله سرور ورئيس مركز سليلة جهينة ورئيس شرطة المركز. إشارات التنبيه قال محافظ العيص علي البريكيت إنه شكل لجنة لمتابعة جميع مشاريع درء أخطار السيول بمحافظة العيص والمراكز والقرى التابعة لها وتفقد المستنقعات والحفر، خصوصا الواقعة بالقرب من الأحياء السكنية، وإلزام المقاولين بوضع إشارات التنبيه وحواجز الحماية حتى لا تتكرر حوادث الغرق بحفر المشاريع. بدوره، ذكر شقيق إحدى الضحيتين عبدالله القاضي أن المشروع تحت إشراف بلدية سليلة جهينة ويبعد عن مقر السكن 400 متر، وقال "وجدنا جثماني الفتاتين بعد المغرب في نفس يوم الحادث"، ملمحا إلى أنه سيلاحق المتسببين في الحادث قضائيا.كشفت الأمطار والسيول التي دهمت محافظة العيص والمراكز التابعة لها منذ نحو أسبوع عن ضعف البنية التحتية للمحافظة، بسبب المشاريع المهملة والحفر وبقايا جذوع النخيل والأتربة والأحجار داخل الأحياء في ظل غياب قنوات التصريف وفعالية مشاريع درء السيول بالمحافظة. وعبر عدد من أهالي محافظة العيص عن استيائهم من تراخي بلدية المحافظة في رفع مخلفات الأمطار من العوالق وجذوع النخيل والحجارة والأتربة التي غطت الطرقات والأحياء، مشيرين إلى أن هناك بطئا في إزالتها.
تعثر المشاريع علمت "الوطن" من مصادرها أن أمانة المدينةالمنورة أبلغت بلدية العيص بعدم تنفيذ مشاريع جديدة أو إكمال المشاريع المتعثرة، بحجة أن فرصة هطول الأمطار وجريان السيول قائمة وهو ما يكلف ويرهق ميزانية بلدية العيص. ورصدت "الوطن" خلال جولة في محافظة العيص ومركز القراصة والفرع وأحياء مصادر والسوق القديم وملح والصفيحة والحصين الغربي والشرقي والنويصفة والعيينة أن تلك القرى والأحياء تفتقد إلى مشاريع تصريف ودرء السيول، حيث تسربت الأمطار التي هطلت على المحافظة واستمرت 22 دقيقة إلى منازل السكان، ما أدى فيضان المياه فوق عبارات طريق القصبة ومصادر والفرع نتيجة نقص مشاريع الكباري. كما رصدت "الوطن" خلال جولتها أول من أمس في مشاريع المراكز التابعة لمحافظة العيص عددا من المشاريع المتعثرة وبقايا حفر ومنخفضات تجمعت مياه الأمطار فيها وشكلت خطرا على الأهالي، من بينها مشروع لدرء مخاطر السيول كان من المقر الانتهاء منه وتسليمه قبل عام وبقي حفرة تجمعت فيها مياه الأمطار وذلك في مركز سليلة جهينة.