شدد خبراء ومتخصصون تربويون على أن السبيل الأمثل للأسرة لحماية أبنائهم من المخدرات والأفكار المتطرفة، يبدأ باكتسابهم مهارات الاكتشاف المبكر ومعرفة سلوكيات أبنائهم، والإلمام بالطرق العلمية الصحيحة للمعالجة والوقاية من هذه الأخطار. التواصل والحوار أكد تربويون على ضرورة أن يمتلك الوالدان عددا من المهارات اللازمة التي تمكنهم من الاكتشاف المبكر لمشكلات الإدمان والتطرف عند الأبناء قبل تفاقمهما، من خلال التواصل والحوار المستمر والمتابعة المتواصلة للسلوك وقوة الملاحظة، وترسيخ القيم الحميدة والتحفيز وطرح النماذج الناجحة التي يجب الاقتداء بها. وبين خبير التدريب في برنامج فطن بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض فهد بن علي أبا الخيل أبرز المهارات التي ينبغي على الوالدين اكتسابها لعملية الاكتشاف المبكر في متابعة سلوك الأبناء وملاحظتهم، استخدام مهارة التواصل البصري والحوار مع صحبتهم والاقتراب منهم. قراءات متعددة من جهتها، اعتبرت الدكتورة نور صالح البلوي مديرة مركز التدريب التربوي في تبوك والخبيرة في برنامج فطن، أن المهارات تأتي عن طريق الخبرات المباشرة التي تعرض لها الوالدان، أو عن طريق ملاحظة سلوك الآخرين وما اكتسبوه من مهارات شخصية واجتماعية حصلوا عليها من قراءات متعددة أو عن طريق محاضرات أو برامج تدريبية فيستفيد منها الوالد، مؤكدة على أهمية اكتساب الأسرة مهارة قوة الملاحظة التي من خلالها يتم اكتشاف أي انحراف في الفكر أو السلوك، ومهارة التواصل الفعال مع الأبناء والاستماع المستمر لهم، والتحاور الفعال مع الأبناء. الدور الأسري وعن الدور الذي يجب أن ينتظر من الأسرة حال ظهور معالم الإدمان أو بوادر التطرف على أحد الأبناء، ذكر المشرف التربوي فهد أبا الخيل أن التطرف والإدمان ليس خطأ سلوكيا أو فكريا بل هو خطر وشبح يؤرق الوالدين، مضيفا أنه يجب على الأسرة في البداية الإلمام بأعراض الإدمان والانحراف الفكري وعلاماته حتى لا يلتبس الأمر، ولتمتلك مهارة تقنع فيها الابن وتغيّر مساره السلبي، والاكتشاف المبكر في البداية يسهّل العلاج. المعالجة النفسية للابن المنحرف أكدت الدكتور نور على أهمية الوقوف بجانب الابن المنحرف ودعمه ومساندته ومحاولة تبصيره بذاته وتقديره لها ليستعيد ثقته بنفسه، مشيرة إلى أن العلاج لا يكون إلا من قبل ذوي الاختصاص من أطباء ومرشدين نفسانيين عن طريق الجلسات التدريبية والإرشادية الفردية والجماعية والأسرية، أيضا عن طريق العلاج المعرفي السلوكي واستخدام تقنيات واستراتيجيات لتعزيز السلوك الإيجابي ونبذ السلوك السلبي، مع تقديم المقترحات حول كيفية التعامل مع المنحرف، وتأهيله بعد العلاج ليكون عضوا مساهما في خدمة المجتمع.