واصلت قوات المقاومة الشعبية في تعز تعاملها الإنساني، وقامت عصر أول من أمس بتسليم إدارتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر 66 جثة لقتلى الانقلابيين. وقالت مصادر قبلية إن الثوار كانوا هم المبادرين بالاتصال بالقائمين على الهيئتين الدوليتين لتسهيل وصول الجثث إلى عائلاتها، تمهيدا لدفنها. مشيرة إلى أن عملية التسليم تمت مع قدوم مندوب عن جماعة الحوثيين المتمردة من صنعاء إلى مفرق الجوف. ومضت المصادر بالقول إن عملية التسليم تمت بدون أي شروط مسبقة، ودون أي مقابل، مشيرة إلى أن الدافع الأول لهذه الخطوة هو الجوانب الإنسانية، والإصرار على احترام حرمة الموتى وإعادة جثثهم إلى عائلاتهم. تعامل إنساني وكان الهلال الأحمر قد تواصل مع قوات المقاومة الشعبية لأجل تنسيق المواقف بينها وبين الحوثيين في ما يتعلق بتبادل الجثث، إلا أن الثوار رفضوا مبدأ المساومة، وبادروا على الفور بتسليم جثث الانقلابيين للمنظمة الدولية، دون أي شروط أو إملاءات. وأشار مسؤول في الهلال الأحمر إلى أن إدارته تلقت بلاغات عن وجود جثث في مناطق مختلفة، وأن هناك فريقا متخصصا يعمل على انتشالها، مشيرا إلى أن العقبة الكبرى التي تعترض طريقهم هي وجود كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الانقلابيون في العديد من الجهات. التمييز في الجثث وكان قائد المقاومة الشعبية في تعز، الشيخ حمود المخلافي، قد أصدر في وقت سابق توجيهات صريحة بسحب الجثث وتسليمها للانقلابيين أو دفنها إذا تعذر تسليمها، إضافة إلى تقديم كل أوجه المساعدة لجرحى الانقلابيين الذين أصيبوا في المواجهات، وتوفير العناية الصحية لهم. وفي مقابل ذلك، لم يبد عناصر التمرد أي اهتمام بجثث قتلاهم، وعدم مد يد العون للجرحى، وأكدت مقاومة تعز أكثر من مرة أنها بادرت في وقت سابق بالاتصال بقيادة التمرد لاستلام جثث قتلاها، إلا أنها لم تعرهم الاهتمام المطلوب، ولم تبد أي تجاوب، وحتى عندما قامت المقاومة بنقل الجثث إلى خارج المدينة وطلبت من الانقلابيين استلامها رفضوا ذلك، مما دفع المقاومة إلى الاتصال بلجنة الصليب الأحمر التي قامت باستلام الجثث ودفنها. وكشف المخلافي أن المتمردين اتصلوا في إحدى المرات بالمقاومة الشعبية، وألحوا في استلام جثة أحد المقاتلين، دون سواها، وعندما استفسروا عن سبب الاهتمام بهذه الجثة علموا أنها تعود إلى مقاتل ينتمي لإحدى الأسر المعروفة في صنعاء، وأن أسرته تمسكت باستلام جثته لدفنها بمعرفتها.