ما أن بدأت حفر الباطن تستعيد جزءا من حركتها الطبيعية بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت عليها بداية من فجر أمس، حتى تكشف حجم الأضرار، حيث لقي طفل يبلغ من العمر 12 عاما حتفه غرقا في مستنقع وتوفي مقيم إثر تعرضه لصعق كهربائي، فيما باشر الدفاع المدني 400 بلاغ، وتضرر 27 منزلا و17 سيارة، كما احتجزت مياه الأمطار كثيرا من الأسر في منازلها بأحياء المحافظة، خصوصا في الفيصلية والخالدية. تجاهل التحذيرات وعلى الرغم من تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من الأمطار الغزيرة التي شهدتها حفر الباطن، إلا أن الجهات المعنية لم تتعامل معها كما يجب، وقال المتحدث الإعلامي للرئاسة حسين القحطاني: أصدرت الرئاسة تحذيرا بحالة عدم استقرار على المنطقة الشمالية الشرقية وحددت حفر الباطن بالاسم، وذلك بسبب المنخفض الحركي القادم من البحر الأبيض المتوسط، وأشرنا في التحذير قبل أسبوع إلى أن هذه المناطق ستشهد أمطارا غزيرة ورياحا مثيرة للأتربة وهو ما حدث فعلا. وأشار القحطاني إلى أن نفس المنطقة ومنها حفر الباطن والمنطقة الجنوبية بالمملكة ستشهد بداية من اليوم حالة مشابهة ستستمر حتى السبت. مباشرة البلاغات أوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري في تصريح صحفي أمس، أنه نتج عن أمطار حفر الباطن وفاة طفل "12 عاما" غرقا في مستنقع بالقرب من عمارة تحت الإنشاء بحي المحمدية، ووفاة مقيم آسيوي تعرض لصعق كهربائي، مشيرا إلى أن غرفة العمليات تلقت 400 بلاغ، فيما جرى إيواء 36 شخصا، وإنقاذ 56 شخصا إثر احتجاز مركباتهم، كما خلفت الأمطار أضرارا في 27 منزلا و17 سيارة. من جهته، قال المتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر بالمنطقة الشرقية فهد الغامدي، إن الفرق ضاعفت استعداداتها تحسبا لورود البلاغات، فيما باشرت حادثا مروريا قرب مدينة الملك خالد العسكرية وحادثا آخر داخل المحافظة. تعليق الدراسة وشهدت المحافظة أمطارا غزيرة مع ساعات الفجر الأولى أمس لتتواصل إلى قبيل الظهر، وعلقت إدارة التعليم بحفر الباطن أمس الدراسة في جميع مدارس المحافظة والمدارس التابعة لها في القرى والهجر، وذلك عبر تغريدة في حساب الإدارة عبر "تويتر"، كما علقت جامعة حفر الباطن الدراسة في جميع كلياتها للطلاب والطالبات. شلل الحركة المرورية وشلت الأمطار الحركة المرورية في المحافظة بشكل تام، حيث أغلقت المياه بعض الطرق والتقاطعات في مشهد يتكرر كل عام، فيما تأثرت عدد من الأحياء بانقطاعات قصيرة للتيارات الكهربائية بسبب الصواعق، كما تأثرت أحياء الفيصيلة والخالدية وأبوموسى الأشعري بمياه وادي الباطن التي تجاوزت طريق الملك فهد لتحاصر المنازل في تلك الأحياء.