وضعت جامعات ومدارس حكومية وأهلية إعداد الطلاب للجهاد روحيا وبدنيا ضمن أهدافها التعليمية على مواقعها الإلكترونية وزوايا مقراتها، ودفع ذلك معلمين لوضع تلك الأهداف في خططهم التعليمية في دفاتر التحضير لتدريس مقرراتهم التعليمية. من جانبه، استبعد عضو مجلس الشورى عضو لجنة الشؤون الأمنية بالمجلس الدكتور عيسى الغيث وجود صفحات في مناهج وزارة التعليم تنشر التطرف وتثير الطائفية، مؤكدا أن الجهاد في سبيل الله يجوز في حال طلب ولي الأمر من أجل مصلحة البلاد والعباد. "الوطن" حاولت إيضاح القضية من متحدث التعليم مبارك العصيمي منذ نحو أسبوعين ولم يرد حتى إعداد التقرير أول من أمس.
حملت جهات رسميّة وأخرى أهلية تابعة إلى وزارة التعليم على عاتقها مسؤولية إيصال الطلاب والطالبات إلى مرحلة "الجهاد" من خلال ما يسمى ب "الإعداد"، ابتداء من طرقهم أبواب المرحلة المتوسطة حتى وضع أقدامهم على بساط المرحلة الثانوية. ووضعت تلك الجهات هذا العنصر "هدفا" ترتكز عليه، ضمن سياستها التعليمية. وجاء ضمن هذه الجهات: جامعات حكومية تابعة للوزارة و مدارس "حكومية وأهلية"، علاوة على إدارة التربية والتعليم. وتضمنت المواقع الرسمية عبر الشبكة العنكبوتية لكل من هذه الجهات قائمة رئيسة، تندرج تحتها أهداف التعليم، التي تعتمد على سياسة التعليم في المملكة لجميع المراحل الدراسية. دفاتر التحضير ورصدت "الوطن" العديد من هذه الجهات الحكومية والأهليّة من ضمنها 1- جامعة أم القرى 2- جامعة الملك سعود 3- مدارس دوحة الجزيرة 4- مدارس شمسان الابتدائية بأبها 4- مدارس غراس الأخلاق الأهلية 5- مدارس العلوم الشرعية بالمدينة 6- مدارس القطيف المتميزة 7- مدارس التربية المتميزة 8- منبر التربية. وجاء ضمن الأهداف التعليمية في مواقع هذه الجهات: 1- تقوية وعي الطالب ليعرف – بقدر سنه – كيف يواجه الإشاعات المضللة والمذاهب الهدامة، والمبادئ الدخيلة 2- إعداد الطالب للجهاد في سبيل الله روحيا وبدنيا 3- إيقاظ روح الجهاد الإسلامي لمقاومة أعدائنا، واسترداد حقوقنا، واستعادة أمجادنا، والقيام بواجب رسالة الإسلام. ودفع ذلك، أخيرا، معلمين إلى اعتماد تلك الأهداف في دفاتر التحضير التي يعملون عليها لتقديم حصصهم اليومية إلى الطلاب. وأثار انتشار صور لبعض تلك الدفاتر في مواقع التواصل الاجتماعي ضجة واسعة، يظهر فيها تدريس مادة الحاسب الآلي لمرحلة الأول ثانوي، ولم يتضح اسم المدرسة، أو اسم المعلمين أصاحب دفاتر التحضير. تربوي: لا ندرس الجهاد في السياق ذاته، أوضح معلم الحاسب الآلي المدرب في وحدة التدريب التربوي في محافظة بيش حسن المجهلي ل"الوطن" أن التحضير للمواد الدراسية أمر اجتهادي من المعلم، لافتا إلى أن إدارة المدرسة تعمل خطة في كل فصل دراسي، يتم اعتمادها، وتطبيقها على المعلمين. وأكد أن الأهداف التي يسعى المعلم إلى إيصالها إلى الطالب من خلال شرح المادة تكون بحسب كتاب الطالب "المنهج". وأشار إلى أنه لا علاقة للخطة التي تكتب في دفتر التحضير من كتاب الطالب ومفهوم الجهاد في مادة الحاسب الآلي، مؤكدا أن أحد الأهداف هي أن يكون الطالب عضوا فاعلا في المجتمع، وتهيئته للحياة العملية في المستقبل. ولفت إلى أنه بحسب إطلاعه على تحضيرات السنوات الماضية للحاسب الآلي لا يوجد ما يستدعي من كون "الجهاد" أحد أهداف شرح مادة الحاسب الآلي. التعليم يتأكد من التحضيرات ذكر مدير عام إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس في اتصالٍ هاتفي مع "الوطن" أن طريقة التحضير للمادة العلمية تكون بناء على الخطة الزمنية للمادة، إذ يكون المعلم ملما بهذا الشيء، والأمر متروك له، وفق الخطة الزمنية والمنهجية المتبعة لاستثمار 45 دقيقة للحصة الواحدة، وأكد المديرس أنه جار التحقق من وجود دفاتر التحضير. الغيث: المناهج بريئة بدوره، من جانبه، استبعد القاضي، عضو مجلس الشورى وعضو لجنة الشؤون الأمنية بالمجلس الشيخ الدكتور عيسى الغيث من خلال حديثه مع "الوطن" وجود صفحات في مناهج وزارة التعليم تنشر التطرف وتثير الطائفية. وعزا سبب ذلك، لكون لجان التأليف والمراجعة تحت رقابة شديدة ودقيقة. وقال: "لكن لو فرضنا صحة ذلك جدلا فعلى المدعي بوجودها تقديم الأدلة للجهات المختصة ولو بالإشارة لها في مواقع التواصل الاجتماعي وبالتأكيد ستكون محل تقدير واستجابة أصحاب القرار". وأشار إلى أن المشكلة تعود لبعض المعلمين وهم قلة وليس لمناهج التعليم البريئة، ويجب علينا كمجتمع أن نشارك الدولة في الرقابة والنقد ولو بالهشتقة العادلة والمؤدبة. الجهاد بطلب ولي الأمر وأكد الدكتور الغيث، أن الجهاد في سبيل الله يجوز، مشترطا أن يكون الوطن في حاجته، كذلك في حال طلب ولي الأمر من أجل مصلحة البلاد والعباد. بدورها، قامت "الوطن" بإرسال استفسار متحدث التعليم مبارك العصيمي منذ نحو أسبوعين ولم يرد وتضمّن "لدينا استفسار حول دفتر التحضير الخاص بمعلمي مادة الحاسب الآلي لمرحلة الأول ثانوي، إذ جاء في الأهداف: إعداد الطلاب للجهاد في سبيل الله روحيا وبدنيا، ما تعليق الوزارة على هذا الموضوع، ومن المسؤول عن وضع هذا الهدف، وكيف يكون الاستفادة منه في مادة الحاسب الآلي".