لم تتوقف ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع علي عبدالله صالح عن استهدافها المساجد ودور العبادة في كل المدن والمحافظات اليمنية، لا سيما في محافظة تعز التي تتعرض لحصار بشع من جانب الانقلابيين. ونشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا لعدد من مساجد المدينة التي استهدفتها ميليشيات التمرد بقصفها المدفعي العنيف، بقذائف الهاون ومدافع الدبابات، ومضادات الطيران، وتسببت في تدميرها وإلحاق أضرار بالغة بها. ومن بين المساجد التي تعرضت مؤخرا للقصف مسجد السعيد الذي أدى استهدافه بقذائف الهاون إلى مقتل عدد من المواطنين. مخططات طائفية أشار شهود عيان إلى أن المساجد باتت هدفا ثابتا للقصف الذي تشنه ميليشيات الانقلاب في معظم المدن، بسبب الدور الذي تؤديه تلك المساجد في حشد مقاتلي المقاومة الشعبية، وتنسيق الجهود التي تهدف إلى مواجهة الانقلابيين، كما دأب أئمة وخطباء غالبية المساجد إلى توعية المصلين بخطر الانقلابيين الحوثيين، والمصير الذي ينتظر البلاد إذا استمروا في الحكم. وقال الأستاذ الجامعي في عدن سليم الحسيني في تصريحات إلى "الوطن": "تعايشنا منذ زمن طويل في مدينة عدن، مسلمين وسنة ومسيحيين، دون أن تكون هناك خلافات دينية أو مذهبية بيننا، حتى جاء الوقت الحالي الذي عمد فيه الحوثيون إلى تأجيج الفتنة المذهبية، لإيمانهم أنهم لن يستطيعوا البقاء إلا في ظل هذه الأجواء المشحونة، فحاولوا شق الصف الوطني، وإلهاء المواطنين بمعارك انصرافية، تمكنهم من البقاء". أحقاد مذهبية واختتم قائلا "حتى في أيام الاستعمار البريطاني ظلت المساجد بعيدة عن الصراع، ولم يحدث أن تعرضت لأي استهداف، لكن المتمردين الحوثيين بما يحملونه من حقد مذهبي، تعمدوا الاعتداء عليها، ووجهوا فوهات مدافعهم نحوها، ما تسبب في زيادة النقمة الشعبية عليهم". وحاول المتمردون في أوقات كثيرة فرض أئمتهم وخطبائهم على المساجد، لا سيما التي تحظى بحضور كثيف من جانب المصلين، وذلك للترويج لانقلابهم الذي رفضه غالبية اليمنيين، إلا أن المصلين رفضوا هذه المحاولات، ومنعوا أئمة الانقلابيين من صعود المنابر، وعندما أصر هؤلاء على تنفيذ مخططاتهم، بقوة السلاح، لم يتردد المصلون في الانفضاض من تلك المساجد، وأداء صلاتهم في مساجد أخرى. استهداف المساجد الأثرية وفي مدينة إب، تسببت الاعتداءات المتكررة من قبل ميليشيات التمرد الحوثي على الجامع الكبير في سقوط منارته أول من أمس، أثناء أداء صلاة العصر. وقال مصدر محلي إن المسجد الذي بني في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، تأثر بشدة بالقصف الذي استهدفه من ميليشيات الحوثي، ما أدى إلى سقوط مئذنته التي أعيد بناؤها منذ ما يقارب 900 عام. ودعا ناشطون في المدينة إلى سرعة ترميم ما تبقى من المسجد الأثري الذي ما زال يستقبل المصلين بصورة يومية، وحذروا من أن تجاهل الأمر قد يؤدي إلى سقوط ما تبقى منه. كما نظم ناشطون مدنيون حملة تبرعات للمسارعة بصيانة المسجد، وترميم الأجزاء التي تعرضت للتدمير.